رفعت رايات حركة حماس بالضفة الغربية، وهُتف للقسَّام والياسين والرنتيسي والجعبري في سابقة هي الأولي من نوعها منذ حدوث الانقسام الفلسطيني، وخرج الآلاف من عناصرها وكوادرها إلى شوارع مدن الخليل، وطولكرم، ورام الله، ونابلس للاحتفال بذكرى ال 25 لانطلاقة الحركة التي أطلق عليها اسم «حجارة السجيل». ورسمت لوحة من الوحدة الوطنية شاركت فيها احتفالات حماس قيادات تنظيمية وحزبية من كل الأطياف السياسية الفلسطينية، وعلى رأسها «فتح»، فيما خاطب رئيس حكومة غزة، إسماعيل هنية، المحتفلين بمدينة الخليل عبر الهاتف قائلاً «والله إننا لأشد فرحاً وأنتم تهتفون لخيار المقاومة والجهاد، يا من صبرتم على الجراح»، مؤكداً أن غزة قوة لأهل الضفة وسند ومدافع عنها ضد الاستيطان والتهويد ومصادرة الأراضي والاعتقالات. وجدد هنية التأكيد على تحقيق المصالحة الوطنية واستعادة الوحدة وإنهاء الانقسام، فيما قال النائب المقدسي بالمجلس التشريعي الفلسطيني -والمبعد إلى رام الله- إن «الانقسام الفلسطيني انتهى على أرض الوقع من خلال ما نشاهده من مشاركة فتح لحماس احتفالاتها بالانطلاقة بالضفة، وعلى السياسيين إنهاؤه من الناحية السياسية». وقال النائب المقدسي أحمد عطون ل الشرق: إن»حركة حماس قوية والاحتلال إلى زوال، ولا بديل عن المقاومة لكنس إسرائيل»، مشدداً على أهمية تحقيق المصالحة الفلسطينية، معتبراً أن ما جري بالضفة الغربية عرس من أعراس فلسطين اجتمعت فيه كل أطياف العمل السياسي والوطني الفلسطيني، منبهاً إلى أن الحالة الفلسطينية السابقة كانت شاذة، وأن المشهد بالضفة يمكن البناء عليه حالة نوعية تمكن الفلسطينيين من نيل حقوقهم. ويرى المراقبون أن المواقف السياسية بين حركتي حماس وفتح تغيرت إلى الإيجابية بعد انتصار المقاومة بغزة خلال حرب الثمانية أيام، وحصول فلسطين على صفة عضو مراقب بالأمم المتحدة، الأمر الذي أدى لمشاركة فتح انطلاقة حماس بغزة والضفة. وأكد عطون بأن حماس بغزة ستشارك وستسمح بإقامة انطلاقة حركة «فتح» في أول العام القادم بغزة. وفسر عطون حالة الالتفاف الوطني حول خيار المقاومة ومشاركتها بأنها تعكس رسالة واضحة للسياسيين في حركتي فتح وحماس بضرورة إنهاء حالة الانقسام، واحترام إرادة الشعب الفلسطيني، والعودة إلى الوضع السابق ما قبل الانقسام، مشيراً أن الفلسطينيين أوصلوا رسالة إلى إسرائيل مفادها أن الكل يلتف حول المقاومة الفلسطينية، وأن الصمت لن يطول، لا سيما بعد استشهاد الفتى «السلايمة» بالخليل.