احتفلت حركة المقاومة الإسلامية حماس بالذكرى الخامسة عشرة لانطلاقتها في مدينة غزة وسط مئات الآلاف من مناصريها الذين حضروا لتحية خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة وعدد كبير من قيادات حماس في الخارج الذي شاركوا لأول مرة في احتفال داخل حدود فلسطين. وشهد الاحتفال مشاركة واسعة من وفود فلسطينية وعربية وإسلامية بعد أن اعتبرته حركة حماس احتفالا بانتصار المقاومة على الاحتلال في معركة الأيام الثمانية الأخيرة، لكن المشهد اللافت كان مشاركة وفد من حركة فتح لأول مرة منذ الانقسام الفلسطيني في إشارة للتقارب الذي حدث بين حركتي فتح وحماس خلال الحرب وبعدها. وانعكس هذا التقارب على كلمتي إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس، حيث تحدث الإثنان عن ضرورة إنجاز ملف المصالحة، في الوقت الذي أكد فيه مشعل أن حماس تريد «نظاما سياسيا واحدا بحكومة واحدة ومرجعية واحدة برئيس واحد « موجها الدعوة للرئيس أبو مازن لأن يخطو اتجاه المصالحة برعاية مصرية. هنية اعتبر في كلمته تمكن عدد من قيادات المقاومة من دخول قطاع غزة بما فيهم قياديون من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين يمثل كسرا للحصار السياسي المفروض على القطاع وحقق جزءا من حق العودة. وألمح هنية إلى تغير في استراتيجية حركات المقاومة بعد معركة حجارة السجيل، مضيفا «ما قبل معركة حجارة السجيل تاريخ وما بعدها تاريخ آخر، كنا ندافع عن وطننا وسنبدأ الآن في وضع استراتيجية عربية إسلامية للتحرير الشامل وعودة الفلسطينيين». وعقد هنية مقارنة بين تعامل القيادة المصرية ما قبل الثورة وبعهدها قائلا «في عام 2008 أعلنت الحرب من القاهرة وفي 2012 أعلن الانتصار من القاهرة وهذا فارق كبير». وعلى ذات النغمة جاء خطاب مشعل الذي قدم 18 محددا لثوابت وسياسة حماس خلال المرحلة القادمة، التي من أهمها ما ألمح إليه مشعل من استعداد حماس للتوصل لتوافق سياسي مع أطراف فلسطينية وعربية في تقديم مشروع سياسي مشترك، يتقاطع مع برامج حماس بشرط عدم تعرضه للثوابت في الأرض والقدس وحق العودة والمقاومة، في إشارة لقبول حماس بإقامة دولة فلسطينية على حدود 67 كهدف مرحلي. ووجه مشعل نقدا لحلفاء السابق في النظام السوري مؤكدا أن حماس «لا تؤيد اي نظام يخوض معركة ضد شعبه» ، وأن مبدأها في التعامل مع شؤون الدول الأخرى هو عدم التدخل في شؤونها مشيرا إلى أن حماس « لم تكن تبعا لسوريا وإيران وليست تبعا اليوم لمصر أو قطر». وقدم مشعل رسالة إلى الشعوب العربية المحيطة بفلسطين وبخاصة الأردن ولبنان ومصر بأن الفلسطينيين لن يرضوا أبدا بالوطن البديل، مؤكدا تمسك حركة حماس بحق العودة لكل جزء من أجزاء فلسطين. عجوز تشارك في الاحتفال طفل يشاهد الاحتفال مع اثنين من مقاتلي القسام (الشرق) مشعل وهنية وقادة حماس يحيون أنصار الحركة (الشرق) مئات الآلاف من أنصار حماس احتفلوا بالذكرى الخامسة عشرة لانطلاقتها