شيع عشرات الآلاف من أتباع ومؤيدي جماعة العدل والإحسان الإسلامية المغربية اليوم الجمعة جثمان مرشدهم العام الشيخ عبد السلام ياسين الذي توفي أمس الخميس إثر تدهور حالته الصحية بسبب الشيخوخة والمرض. وسارت جنازة الشيخ ياسين (84 عاما) – الذي ينحدر من قرية أمازيغية في جنوب المغرب ونشأ في مراكش – في موكب مهيب بشوارع الرباط يتبعها عشرات الآلاف من أتباع الجماعة بعد ان منعتهم السلطات من المرور بالشارع الرئيسي في العاصمة. ومن اللافت للنظر عدم وجود أي حضور رسمي في الجنازة فيما قال مراقبون إنه دليل على عدم إستعداد السلطات للتخلي عن خلافاتها مع الجماعة أو فتح صفحة جديدة معها. وقال منار السليمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط لرويترز “هذا يبين أن الدولة قدمت إشارة سياسية بأنها ستتعامل مع الجماعة بنفس طريقة معاملتها لها في حياة عبد السلام ياسين هذه رسالة سياسية.” وعن مستقبل الجماعة بعد وفاة ياسين قال السليمي “من الصعب أن الجماعة تستمر بنفس الشكل الذي كانت فيه تحت زعامة عبد السلام ياسين.” وأضاف “رغم أن الجماعة قوية تنظيميا لكن من الصعب أن تستمر بنفس الشكل.” وقال إن ياسين سيتحول إلى “تراث فكري.. ومن جانب آخر الصراع الموجود في الجماعة لم يكن ليبرز في عهد ياسين وهو الصراع بين التربوي والسياسي في الجماعة.. هناك قاعدة كبيرة من الشباب في الجماعة لها نزعات سياسية ستحاول ان تضغط لتدفع بالجماعة ان تصبح سياسية أكثر منها تربوية.” ولم يتضح من الذي سيخلف الشيخ ياسين الذي سجن عدة مرات لمعارضته للملكية ويتوقع محللون صراعا بشأن التوجه المستقبلي للجماعة. الرباط | رويترز