أبدى مراجعون في مستشفى ظهران الجنوب تذمرهم من تكدس المراجعين في الممرات بشكل مستمر، وعدم وجود أماكن كافية للنساء تستوعب طوابير المراجعات يومياً، إلى جانب ما وصفوه ببطء الإنجاز في معاملات المرضى والمراجعين، الذين يقابلون بقلة عدد الأطباء المناوبين وكثرة الضغط على المستشفى الذي يخدم أكثر من 53 ألف نسمة من أهالي المحافظة. وكان الأهالي قد استبشروا خيراً بافتتاح مستشفى مركز الحرجة قبل أشهر؛ ليخفف الضغط عن مستشفى ظهران الجنوب، وليخدم نحو 30 ألف نسمة يمثلون سكان المركز، لكن فرحتهم لم تتم بسبب مماطلة الشؤون الصحية في «عسير» في تشغيل المستشفى بكامل طاقته، التي تمثل حلاً جذرياً لإنهاء معاناة السكان الذين لا يجدون أمامهم سوى الذهاب إلى مستشفى ظهران الجنوب أو سراة عبيدة. ضغط المراجعين والتقت «الشرق» عدداً من المراجعين في مستشفى ظهران الجنوب لرصد معاناتهم وتسليط الضوء على أبرز مطالبهم، حيث أبدى المواطن محمد القحطاني، من مركز راحة سنحان، استغرابه من عدم مراعاة إدارة المستشفى كبار السن من المراجعين، مشيراً إلى أن والدته التي كانت بصحبته ويتجاوز عمرها سبعين عاماً، اضطرت للانتظار على الأرض من الساعة السابعة صباحاً وحتى الساعة الثانية عشرة والنصف ظهراً لانتظار دخولها إلى الطبيب. وأضاف المواطن عبدالله الوادعي أن مراجعة عيادة النساء والولادة أمر في غاية الصعوبة، حسب وصفه، لافتاً إلى الضغط الكبير من المراجعات اللاتي يتوافدن إلى العيادة، وقال «أفضل الكشف على زوجتي في عيادة خاصة رغم العبء المالي الذي أتحمله، لتلافي الوقوع في مأزق الانتظار لساعات في المستشفى الذي يغص بالمراجعين دون إيجاد حل من قِبل الصحة. أما المواطن عبدالله القحطاني من سكان مركز الحرجة، فيقول «نعاني من الحضور إلى مستشفى ظهران الجنوب الذي لن يخف زحامه حتى نرى مستشفى الحرجة يعمل بكامل طاقته المقرر إنشاؤه بها، وإرجاع أجهزته التي نقلتها صحة عسير قبل أشهر إلى جهة غير معلومة»، وأضاف «كان الأفضل من هذا وذاك العناية بمستشفى المحافظة الجديد الذي يفترض أن ينشأ بسعة 200 سرير، غير أن الصحة اختارت له مكاناً غير مناسب جنوبي المحافظة، مع العلم أن التكتل السكاني يتمركز في شمالها». 14 عيادة خارجية سعيد النقير من جهته، أرجع الناطق الإعلامي في الشؤون الصحية في عسير سعيد النقير، الازدحام الذي يشهده مستشفى ظهران الجنوب إلى ارتفاع الكثافة السكانية في المحافظة ومراكزها وقراها المجاورة، وأضاف «اعتمدت الوزارة إنشاء مستشفى جديد في المحافظة بسعة 200 سرير، حيث يمثل حال إنشائه إضافة كبيرة للخدمات الصحية في المحافظة»، لافتاً إلى أنه يجري العمل حالياً على تجهيز 14 عيادة خارجية مع استراحات للمرضى لفك الزحام عن العيادات الحالية في المستشفى القديم.أما بخصوص تشغيل مستشفى الحرجة، فأشار النقير إلى أنه جرى مؤخراً تشغيل أقسام التنويم والباطنية والأطفال، إلى جانب استقبال حالات الجراحة التي تحتاج إلى المتابعة والتغيير، وأضاف «خاطبنا الشركات الموردة لأجهزة العمليات والعناية المركزة والحضانة من أجل سرعة تركيب الأجهزة وتدريب العاملين على تشغيلها». انتقادات واسعة وكانت «الشرق» قد نشرت في 14 من شهر مارس الماضي، عزم الشؤون الصحية في عسير على إنشاء مستشفى جديد في ظهران الجنوب على أرض نصفها في الوادي والنصف الآخر على الجبل، وتقبع في أقصى جنوب المحافظة، الأمر الذي قابله الأهالي بانتقادات واسعة، مشيرين إلى بُعده وعدم ملاءمة موقعه. كما نشرت «الشرق» في الأول من شهر يونيه الماضي خبراً حمل عنوان «صحة عسير تنقل أجهزة الحضانة وكراسي غسيل ومختبر مستشفى الحرجة بعد شهرين من افتتاحه إلى جهة غير معلومة».