توسعت رقعة العمليات العسكرية التي تشنها قوات الحرس الجمهوري مدعومة بالطيران الحربي اليمني والأمريكي على معاقل تنظيم القاعدة في محافظة مأرب بعد ساعات فقط من قتل التنظيم لأركان حرب المنطقة العسكرية الوسطى. وتشن قوات الحرس الجمهوري التي يقودها نجل الرئيس السابق علي صالح العميد أحمد علي صالح حربا مفتوحة على عناصر القاعدة في عدد من مديريات محافظة مأرب التي تحولت إلى مركز تجمع للقاعدة بعد محافظتي أبين وشبوة. وقال مصدر في وزارة الدفاع ل»الشرق « أن نحو 12 جنديا قتلوا في المواجهات منذ السبت وأصيب أكثر من 15 آخرين في حين قتل عدد من مسلحي تنظيم القاعدة بالهجمات الجوية على مناطق «سلون والحضن وعرق آل شبوان و مناطق أخرى في وادي عبيدة. وأضاف المصدر أن كتيبة صواريخ وصلت إلى المنطقة للمشاركة في العمليات العسكرية إضافة إلى كتيبة أخرى أطلقت منذ السبت عشرات الصواريخ على مواقع للتنظيم ومزارع يتحصن فيها مسلحو القاعدة. وذكرت مصادر قبلية متعددة ل»الشرق» أن تعزيزات من مسلحي القاعدة تصل إلى مناطق المواجهات قادمة من محافظات أبين وشبوة والبيضاء ومن مديريات محافظة مأرب الأخرى. ورفضت قبائل محافظة مأرب تحويل محافظتهم إلى ساحة حرب مفتوحة مع تنظيم القاعدة وطالبوا بوساطة عسكرية وقبلية لإنهاء المواجهات وتجنيب محافظتهم الدمار الذي شهدته محافظة أبين التي شهدت حروبا شرسة بين القاعدة والجيش. وأكد تحالف قبائل مأرب أن أبناء محافظة مأرب يرفضون استهداف المصالح العامة والجيش ويرفضون استهداف مساكن المواطنين ودعا إلى تشكيل لجنة عسكرية للنزول لمأرب ورفدها بلجنة وساطة قبلية للمساعدة في احتواء المواجهات. وفي حين دعا التحالف القبلي قبيلة الدماشقة إلى التعاون مع السلطة المحلية في تسليم كل المتهمين بتفجير أبراج الكهرباء وأنابيب النفط وحذر في ذات الوقت من مخطط لجر محافظة مأرب إلى الحرب والدمار تحت مبررات مختلفة. وتشهد محافظة مأرب منذ أيام أعمال عنف وانفلات أمني كبير حيث شهدت تفجيرات متعددة لأنابيب النفط وأبراج نقل الكهرباء من المحطة الغازية إلى العاصمة صنعاء. بدورها كشفت وزارة الكهرباء في بيان صدر عن مكتب الوزير اللواء صالح سميع عن مخطط وصف ب»الإجرامي الخطير» لتفجير محطة مأرب الغازية عبر شحنات ناسفة شديدة التفجير وهو ما قد يلحق بالتوربينات أضرارا بالغة إن لم يؤد إلى إتلاف المحطة بشكل كامل. وتم تدشين العمل بالمحطة الغازية بمأرب قبل عامين وتغذي أكثر من نصف محافظات اليمن بالطاقة الكهربائية وبلغت تكلفة المحطة وإصلاحاتها نحو نصف مليار دولار. وأثار تحذير وزارة الكهرباء مخاوف بين المواطنين من عودة البلاد إلى الظلام الذي عاشته أيام الأزمة العام الماضي حيث مكثت اليمن دون كهرباء لمدة طويلة بسبب توقف محطة مأرب واستخدام محطات صغيرة للتوليد لم تصل قدرة عملها إلى 4 ساعات عمل في اليوم الواحد. وعلمت «الشرق» من مصادرها أن رئيس الجمهورية وجه قائد الحرس الجمهوري العميد أحمد علي عبدالله صالح بنشر مزيد من قواته في محافظة مأرب لحماية المنشآت الخدمية في المحافظة.