كشفت صحيفة "الشرق" السعودية فى عددها الصادر يوم الأحد، عن تقرير قالت عنه "استخباراتى" يمنى يحتوى على معلومات تفيد بوجود مخطط إيرانى توسعى فى اليمن، يهدف إلى السيطرة على الساحة السياسية من خلال إنشاء أحزاب موالية لطهران وتمويل جماعات ونخب ثقافية وسياسية ومنابر إعلامية للعب دور سياسى يتبنى الرؤية الإيرانية تجاه الأحداث فى المنطقة. وأوضح التقرير أن إيران وعبر عناصر تابعة لها من يمنيين ولبنانيين يتبعون حزب الله وسوريين وإيرانيين فى أوروبا يعملون على تجنيد واستقطاب قوى وعناصر سياسية وإعلامية بصورة حثيثة داخل اليمن وخارجه من الطلاب المبتعثين للدراسات العليا والعناصر المعارضة فى الخارج. كما يبين التقرير خطورة المخطط الإيرانى الذى يهدد بإشعال حرب طائفية فى اليمن فى حال تدخلت قوى أخرى فى المنطقة بنفس الوتيرة خصوصا أن الدور الإيرانى لا يخفى الوجه الطائفى لتحركاته. وكشف التقرير عن اختراق إيرانى لساحات الاعتصامات فى صنعاء وتعز ومأرب والحديدة وعدن، وتوجيه تظاهرات كادت تتسبب فى أوقات كثيرة بنسف مداولات التسوية السياسية التى أنجزت مؤخرا فى الرياض بعد مخاض عسير. ثلاثون قياديا برلمانيا وسياسيا يعملون لحساب إيران يتحدث التقرير عن قيام طهران بإنشاء وتمويل سبعة أحزاب يمنية منها ثلاثة أحزاب أصبحت موجودة فعلا وحزب تم الإعلان عنه وحزبان يتم الإعداد لإشهارهما قريبا، إضافة إلى حركة أنصار الله "الحوثيين"، وأضاف أن هناك تنسيقا على مستوى رفيع مع قيادات فى الحراك الجنوبى لإعلان تحالف سياسى إستراتيجى ينسق المواقف والتوجهات للطرفين. ويبين التقرير أن نحو ثلاثين قياديا برلمانيا وسياسيا من مختلف الأحزاب والتكتلات السياسية ينسقون فى الداخل أنشطة ما يطلق عليه "حركة إنهاء الوصاية الخارجية على اليمن"، وأن مسئولين تم إعفاؤهم من مناصبهم فى الجيش اليمنى والمؤسسة الأمنية إبان حروب الحكومة ضد الحوثيين يعملون على تجنيد أنصارهم فى الجيش والأمن لتشكيل جبهة موحدة تعمل لتحقيق أهداف إيران. إنشاء عشرين وسيلة إعلامية منها ثلاث قنوات فضائية كما أشار التقرير إلى اعتزام إيران وفق المخطط الذى بدأ تنفيذه منذ اندلاع الاحتجاجات فى اليمن إنشاء وتمويل عشرين وسيلة إعلامية فضائية وورقية وإلكترونية. وستكون الصحف المصدرة ناطقة باسم الأحزاب التى تقوم طهران بتمويلها لسهولة إصدار التصاريح لها وعددها سبع صحف، منها صحيفتان تم إصدارهما فعلا فى حين سيتم إطلاق عشر مواقع إلكترونية لجهات وأشخاص ومجموعات تعمل فى إطار المخطط، تم إطلاق أربعة مواقع إلكترونية منها، فى حين يتم الإعداد لإطلاق الباقى ومن مناطق مختلفة فى اليمن، عدن وحضرموت وتعز وصنعاء وبإمكانات مؤسسية تفوق ما تعمل به المواقع اليمنية. وبخصوص القنوات الفضائية يهدف المخطط إلى إطلاق ثلاث قنوات فضائية موجهة للجمهور اليمنى إحداها تشرف عليها قناة المنار وأخرى قناة العالم والثالثة تشرف عليها قناة عراقية لم يحددها التقرير. وتم بالفعل خلال اليومين الماضيين إطلاق أحد هذه القنوات على النايل سات، وبدأت الترويج لتوجهاتها الثورية من خلال ما تبثه من صور وأفلام ثورية قصيرة. إضافة إلى تدريب إعلاميين يمنيين فى بيروت عن طريق منظمة لبنانية تتبع شخصيات محسوبة على إيران والعمل على استمالة المبدعين من هؤلاء الإعلاميين والتركيز على قوى اليسار والإعلاميين الذين عملوا مع المؤتمر الشعبى العام ونظام الرئيس صالح، حيث يواجهون الآن حملة إقصاء ستدفعهم إلى أى جهة تستميلهم. أحزاب تحت السيطرة الإيرانية حسب التقرير فإن أهم الأحزاب التى ستعمل إيران على إنشائها، حزب يضم قوى ناصرية واشتراكية وبعثية "سورية" وشخصيات مستقلة فى الشمال والجنوب إضافة إلى شخصيات دينية "الطائفة الصوفية" وسيكون مظلة لجميع القوى المغادرة لتجمع قوى المعارضة (اللقاء المشترك) والحزب الحاكم السابق (المؤتمر الشعبى). وقد بدأت إجراءات التنسيق لإشهار الحزب الذى ستكون قاعدته الجماهيرية العريضة فى محافظة تعز حسب المخطط الإيرانى. وتم استهداف كوادر إعلامية بارزة لاستقطابها لهذا الحزب وتتواجد منها شخصيات فى بيروت ودمشق والقاهرة لتنسيق العمل الإعلامى إلى حين إشهار الحزب بصفة رسمية وبدء نشاطه الذى من المتوقع أن يكون خلال شهر مارس المقبل. إضافة إلى حزب تم إنشاؤه مؤخراً انضم إلى قائمة ثلاثة أحزاب قائمة منها حزبان فى إطار تكتل المشترك وآخر خارج التكتل وجميعها تعمل وفق التوجه الإيرانى ويقضى المخطط بتنشيط عمل هذه الأحزاب من خلال ضم شخصيات دينية وشبابية لتفعيل دورها والاهتمام بالجانب الإعلامى فيها. تجنيد قادة ساحات الاعتصامات فيما يخص ساحات الاعتصامات أفرد التقرير مساحة واسعة لرصد تحركات وأنشطة أفراد يعملون مع المخابرات الإيرانية تواصلوا مع عدد كبير من قيادات الثورة الشبابية حتى من المحسوبين على الإخوان المسلمين دون علم هذه القيادات، حيث إن عنصرا فى الاستخبارات الإيرانية (لبنانى الجنسية ومقيم فى ألمانيا) التقى قيادات من شباب الثورة بينهم أعضاء فى اللجنة الأمنية وقدم نفسه على أنه ممثل لمنظمة كندية واستطاع خلال هذا اللقاء استقطاب ثلاثة من القيادات المحسوبة على المستقلين وقدم لهم دعما. دعم عسكرى للحوثيين وكشف التقرير أيضا عن دعم عسكرى للحوثيين ومساعى إيرانية للسيطرة على منفذ بحرى يمنى أو جزر يمنية تحت يافطة الاستثمار، وهو الأمر الذى كان عرضه على لاريجانى على نجل الرئيس صالح العميد أحمد على عبد الله صالح عام 2008 أثناء زيارة لاريجانى لليمن ورفضه نجل صالح بصرامة وأبلغ بذلك مسئول إماراتى كبير أشاد بموقف نجل صالح حينها. وأفرد التقرير فصلا كاملا للدعم الإيرانى لحوثيين وكيفية إيصال هذا الدعم عن طريق جهات وشخصيات خليجية ويمنية ولبنانية. استغلال قضية الجنوب لمهاجمة المملكة العربية السعودية وفيما يخص أنشطة قوى الحراك الجنوبى، أفاد التقرير بأن الجانب الإيرانى طرح ضرورة تفعيل المظاهرات والاحتجاجات وتحميل دول الخليج وخصوصا السعودية مسئولية إهمال القضية الجنوبية دوليا إضافة إلى التنسيق لتنظيم تظاهرة كبيرة فى كل مدن جنوب اليمن بالتزامن مع تاريخ إعلان المبادرة الخليجية وتكون التظاهرة موجهة ضد السعودية، ويتم فيها رفع شعارات منددة ب"التدخل السعودى والوصاية على اليمن" حسب ماورد فى التقرير. ولفت التقرير إلى أن الجانب الإيرانى عرض على نائب الرئيس اليمنى الأسبق على سالم البيض وقيادات جنوبية أخرى فى القاهرة وأوروبا تنسيق المساعدات والدعم من المغتربين الجنوبيين فى المملكة العربية السعودية عن طريق عناصر سعودية، تعمل لصالح إيران داخل المملكة، نظرا لشكوى البيض من أن الدعم الذى يأتى من المغتربين اليمنيين لقوى الحراك يواجه بملاحقة أمنية سعودية خشية توجهه لتنظيم القاعدة.