تنهمك هذه الأيام جميع الوزارات بإداراتها في حسابات الميزانية الفائضة لهذا العام الجديد مثل كل عام وتأتي «الطرق «لتأخذ نصيبها من الدولة الكريمة، إلا أننا نلاحظ وقد توافقونني الرأي أن طرقنا ومواصلاتنا تحتاج لإعادة نظر في بنيتها التحتية الهشة والمريضة! فما أن تسافر لمنطقة من مناطق المملكة إلا وتتعثر بحواجز الطرق التي تشير لإصلاح أو مشروع قد جثم ذلك المقاول بأدواته وآلاته العجوزة عليه ليحفر قبورا مكشوفة للمارة تعيق الناس في تنقلهم لقضاء حاجياتهم اليومية، لينتقل بجشعه الذي لا ينتهي لطريق آخر أو لحفرة أخرى! ليس هذا فحسب، بل هناك ما هو أدهى وأمر، والذي يتمثل في تلك المطبات المتعددة والمملة على امتداد الطرق الفرعية والسريعة، والتي وضعت بعشوائية ومزاجية غريبة بعيدا عن أماكن احتياجها، إذ لا محلات ولا مدارس. ولا أنسى في هذا السياق تلك الرسالة التي وصلت إلى جوالي، والتي تقول فيها «أم خالد»: لقد ولدت على مطبات طريق الخوبة وإسكان قزع، أتذكر وهي تقول أسرع بي ابني لقرب مخاضي لعلّه يوصلني إلى مستشفى صامطة العام الذي يبعد حوالي 36 كيلومتراً من «الخوبة» في الوقت المناسب، وقدّر الله لي أن يتحول وضع جنيني في بطني إثر ذلك المطب الذي لن أنساه مدى الحياة»! بهذا الموقف لأم خالد تذكرت أن الذي جعلني أسلك طريق «الأحد أبو عريش» وحفره الأثرية مرورا ب»مستشفى الخوبة للآثار»! وأقول «للآثار» لأنه منذ أن وضع حجر أساسه سيدي أمير المنطقة أثناء زيارته السابقة قبل أحداث الخوبة ب خمس سنوات مازال إلى الآن «جاهزاً» مع وقف التنفيذ «لتعسّر ولادته»، وهو الحلم الذي انتظره أهالي «الحرث» ولكن متى يتحقق ليخفف معاناتهم في ظلّ قدرة الوزارة على جعله أنموذجاً لخدمة صحية سعودية؟ الله أعلم!