شنّ رئيس الحكومة المغربية عبد الإله ابن كيران أمس الأول، أعنف هجوم تشهده مؤسسة البرلمان التشريعية في تاريخها، ضد حزب سياسي، بعدما انتقد سلوكيات حزب الأصالة والمعاصرة، واستهدف المستشار الملكي فؤاد علي الهمة، على تصرفات الماضي التي وصفها بالتحكم في مصير الشعب المغربي، واتهامه بمحاولة السيطرة على المغرب، بسياسة الحزب الوحيد، على غرار ما كان يقع في مصر. وقارن ابن كيران بين بلاده وما يقع في مصر بالقول، إن الفضل يعود إلى الحكومة التي يرأسها، لأنها جنبت المغرب مصيراً مماثلاً، معتبراً ما يجري في مصر،هو نتيجة محاولة نظام التحكم الأبدي في مصير الشعب، مؤكداً وجود حالات سعت إلى جر المغرب لخوض تلك التجربة، في إشارة إلى الحزب القوي، الذي أسسه صديق الملك، معتبراً أن حكومته أرست السلم الاجتماعي، وتحاول إرساء التوازن الاجتماعي، وعدم اعتقال الصحفيين، وتبذل مجهوداً حقيقياً لتجاوز القهر الذي ساد لسنوات طويلة، متهماً المعارضة بكونها كانت وراء ولادة حركة 20 فبراير الاحتجاجية، التي تطالب بإصلاحات سياسية واجتماعية. وأكد ابن كيران أن المغاربة، لن يسمحوا بعودة هؤلاء إلى سدة الحكم لأنهم فقدوا المصداقية، وهم برأيه «أخطر بكثير مما يتعرض له المغرب في أمنه الغذائي» معتبراً أنهم لم يعودوا يخيفون أحداً رغم التهديدات التي تصدر عنهم. وانسحب أعضاء الفريق البرلماني للأصالة والمعاصرة، من جلسة البرلمان، ناعتين رئيس الحكومة ابن كيران بالمريض، احتجاجاً على كلامه الذي يعد الأعنف من نوعه، الذي شهده البرلمان المغربي خلال العقدين الأخيرين. وتتعرض الحكومة الحالية التي يقودها الإسلاميون في حزب العدالة والتنمية إلى انتقادات حادة، من طرف المعارضة بحجة أنها لم تتمكن من تحسين المستوى المعيشي للشعب، بقدر ما أقدمت على الزيادة في أسعار المحروقات وتسعى إلى سن زيادة جديدة في الماء والكهرباء، علاوة على ارتفاع أسعار العديد من المواد الغذائية. وليست المعارضة وحدها، التي تقوم بمهاجمة الحكومة التي يقودها العدالة والتنمية، بل إن حزب الاستقلال الثاني في البلاد، والمشارك فيها بحقائب وزارية مهمة، يكيل النقد لابن كيران، حيث حذر أمينه العام حميد شباط، من انفجار الأوضاع بالبلاد إذا استمر الاحتقان الاجتماعي، مؤكداً أن الحكومة تفتقد إلى الانسجام، وأن أعضاءها لايشتغلون كفريق موحد، وإنما تحت إمرة حزب واحد (العدالة والتنمية) الذي يريد السيطرة على كل شيء منتقداً تضارب قراراتها وتناقض وزرائها.