المدينة المنورة – خالد العنزي خيَّبوا أملي.. وأعادوا النادي خطوات للخلف. التطبيل الإعلامي أصابهم بالغرور.. والمحصّلة صفر. الخزينة انتعشت بمبالغ لم يحلم بها أحد.. ولكن. نريد داعمين محبين للكيان لا باحثين عن الشهرة. شنّ أمين عام نادي أحد حامد الأحمدي، هجوماً لاذعاً على إدارة ناديه برئاسة سعود الحربي، محملاً إياها مسؤولية ما يحدث من تراجع في ألعاب النادي المختلفة، خصوصاً كرة القدم، وقال في حواره مع “الشرق": توقعنا من هذا المجلس كثيراً، ولكننا لم نحصل على 10%، وكنا نأمل أن نسير للأمام فإذا بنا نعود خطوات للخلف. وسَخِر من وعود الإدارة الحالية، معتبراً أن ما فعلته في البداية لم يكن سوى هالة إعلامية، معترفاً بأن النادي لم يكن يعاني من شح الموارد المالية، حيث انتعشت خزينته بمبالغ كبيرة لم يكن أحد يحلم بها، لكنه استدرك: “المال ليس كافياً لتحقيق الإنجازات، والإدارة ارتكبت عديداً من الأخطاء التي تسببت في هبوط فريق القدم إلى دوري الدرجة الثانية". وتحدث الأحمدي عن عديد من القضايا التي تهم محبي أحد، كما كشف سر الخلافات في فريق كرة السلة، والأسباب التي أدت إلى ابتعاد الثنائي محسن خلف ووليد عطية.. فإلى التفاصيل.. * يتساءل بعضهم عن سر الغياب الإداري عن النادي في الفترة الأخيرة؟ - يبدو أن هذه العادة تأصلت في نادي أحد وتوارثتها الإدارات المتعاقبة، وأعتقد أنها من أهم أسباب تدني مستوى الأداء الإداري في النادي، فأعضاء مجلس الإدارة لا يشاهدون بعضهم إلا في الاجتماعات الرسمية، هذا إذا كانت هناك اجتماعات، كما أن توزيع تدريبات فرق النادي المختلفة بين ملاعب مدينة الأمير محمد بن عبدالعزيز الرياضية ومقر النادي بطريق المطار زاد من التباعد والانقسام. * تفاءل الأحدويون خيراً بالإدارة الجديدة، لكن ذلك لم يستمر طويلاً، فما سبب البداية الرائعة والانتكاسة السريعة؟ - أعتقد أن ما حدث في البداية وتحديداً عند تولي الإدارة الجديدة مهامها رسمياً، لم يكن سوى هالة إعلامية فقط، ولم أرَ أي إنجاز حققته الإدارة في بدايتها، فبقاء الفريق الأول لكرة القدم واحتلاله المركز الثامن أو العاشر في دوري الدرجة الأولى ليس إنجازاً، كما أن حصول فريق السلة على بطولة النخبة لا يعد بالأمر الجديد على الفريق الذهبي، وكنا نأمل أن نبدأ صعود السلم في السنة التي تليها حسب الخطط والأهداف. * ولكن السنة الثانية شهدت انهياراً كبيراً.. فما أسبابه؟ - ربما التطبيل الإعلامي الذي تكلمت عنه سابقاً أدى إلى حالة من الغرور، فظن بعضهم أنه أتى بما لم يأتِ به الأوائل فتم إبعاد معظم اللاعبين الذين حققوا نتائج جيدة، فحدث العكس، كما أن فريق كرة القدم كان يُدار من أكثر من جهة ما تسبب في تراجعه. * في السنة الثانية حصلتم على أكبر إيرادات تدخل خزينة النادي في تاريخه، ألم يكن من المفترض أن يسهم ذلك في دفع النادي إلى أعلى؟ - نعم في السنتين الأوليين من عمر الإدارة انتعشت خزينة النادي بمبالغ كبيرة جداً لم يكن أحد يحلم بها، كما تم دعم النادي من خلال رسوم العضوية بعد تأسيس مجلس لهيئة أعضاء الشرف، فضلاً عن عوائد الرعاية وحقوق النقل التليفزيوني والإعانات المختلفة، ولكن النتائج كانت عكسية. فالمال وحده لا يكفي، فهناك عوامل أخرى مهمة للنجاح بعد توفيق الله سبحانه وتعالى. * إلى الآن ننتظر منك شرح أسباب هبوط فريق القدم في ظل وفرة مالية غير مسبوقة؟ - هناك عدة أسباب، فبالإضافة إلى ما سبق ذكره، عانى الفريق من قلة الجهاز الإداري، ولك أن تتخيل جهازاً إدارياً لم يسبق له العمل حتى في الفئات السنية، يجد نفسه فجأة وبدون مقدمات يدير الفريق الأول، والجميع يعلم مدى أهمية وجود جهاز إداري قادر على احتواء اللاعبين ومعرفة ما يواجههم من مشكلات ويسعى لحلها بدلاً من أسلوب الطرد والتنفير، وزاد الأمر سوءاً أن المدرب كان أجنبياً لا يجيد التحدث بالعربية لكي يساعد الجهاز الإداري قليل الخبرة، إضافة إلى عدم تجديد عقود بعض اللاعبين المهمين والتعاقد بدلاً منهم مع أشباه لاعبين فكانت الكارثة. * هبط الفريق للدرجة الثانية، لكن ما نراه لا يوحي بعودة الفريق إلى دوري الدرجة الأولى؟ - أرجوك أعفني من الجواب ولا تزيد همي وحزني، فلم أكن أتصور أن أرى فريق أحد بهذا الحال. * كأنك غير راضٍ عن إدارة سعود الحربي رغم أنك لعبت الدور الأكبر في توليها المهام الإدارية في النادي؟ - حينما أتكلم عن الإدارة فلا أعني بذلك الأخ سعود وحده، فأنا غير راضٍ عن أداء مجلس الإدارة بأكمله من رئيسه إلى آخر عضو فيه، لقد كنا نتوقع من هذا المجلس كثيراً ولكن لم نحصل على 10% مما توقعناه، كنا نأمل أن نسير للأمام فإذا بنا نعود خطوات إلى الخلف. * ذكرت أن هناك دعماً من أعضاء الشرف الذي تم تأسيسه في عهد هذه الإدارة، ألا يعد ذلك إنجازاً لهذه الإدارة أن تؤسس أول مجلس لأعضاء الشرف في نادي أحد؟ - أولاً هذا ليس أول مجلس لأعضاء الشرف، فقد سُبق أن أسس واعتمد مجلس لأعضاء الشرف عام 1416ه برئاسة عبدالقادر حمودة، وعلى كل حال تأسيس المجلس الجديد عمل جيد، ولو أن الدعم المادي يقتصر على رئيس المجلس المهندس سليم بن هندي الذي أتوجه له بالإنابة عن منسوبي نادي أحد بخالص الشكر والتقدير على ما يقدمه من دعم مادي بنية خالصة ولا ينتظر تطبيلاً إعلامياً كغيره من الداعمين، وأيضاً نائبه سهل حمودة، أما البقية فدعمهم لا يتعدى دفع الرسوم السنوية. * ولكن الرسوم السنوية حينما يدفعها سبعون عضواً تجمع مبلغاً لا بأس به؟ - سبعون عضواً رقم مبالغ فيه كثيراً، فمن سدد عضوية عام 1433ه لا يتجاوز الثلاثين عضواً، أنا رجل أحب الواقعية، وأكره المبالغة والتطبيل في محله، الذي يعطي صورة غير حقيقية عن واقع النادي. * نفهم من حديثك عدم وجود دعم مادي كافٍ من أعضاء مجلس الشرف وما يصل للنادي من دعم رسمي قليل، فما العمل وماذا يستطيع رئيس النادي أن يفعل؟ - الانتساب لعضوية الشرف هو عمل تطوعي بدافع الحب للكيان ورغبة في خدمة شباب المدينةالمنورة بدون أي مقابل، وما يدفعه رئيس هيئة أعضاء الشرف ونائبه وأعضاء المجلس يشكرون عليه. أما رئيس النادي وأعضاء مجلس الإدارة فهم ملزمون بتغطية احتياجات النادي لأنهم هم مَنْ رشحوا أنفسهم لهذا الموقع وهم يعلمون تماماً مسؤولياتهم، وبناء عليه تم انتخابهم من الجمعية العمومية، وإلا ما الفرق بينهم وبين أي محب جالس يحترق قلبه على ناديه، فهو أولى بإدارة النادي، ومع الأسف هذا ينطبق على معظم رؤساء الأندية الذين يبدأون بالوعود التي تجعل محبي النادي يمسكون نجم الثريا بيد ونجم سهيل باليد الأخرى، وما إن يجلس على الكرسي حتى يبدأ التذمر من قلة الدعم وتخلي الداعمين عنه من الأعذار المكررة، هناك مثل يقول: (اللي ما عندوش ما يلزموش) وأنا أنصح رؤساء الأندية الذين لا يستطيعون تأمين احتياجات أنديتهم بالبقاء في بيوتهم ومتابعة الدوري الإسباني أفضل وأشرف لهم من الجلوس في مكان لا يناسبهم. * ماذا يحدث في كرة السلة؟ - كرة السلة هي واجهة النادي، واللعبة الوحيدة التي تجلب الابتسامة لمحبيه، ولذلك فنحن حريصون عليها ونحاول أن نوفر لها كل أسباب النجاح، فبعد استقالة المشرف السابق الدكتور مصطفى القبلي رغم رفضنا لها، تم تكليف المهندس يحيى سيف بهذه المهمة وهو رجل غني عن التعريف وقادر بإذن الله على مواصلة المسيرة والوصول بها إلى منصات التتويج، وإن كنت أتوقع أن لا يكون في هذا الموسم، لأن الفريق يمر بمرحلة بناء لن تطول لتوافر العناصر اللازمة لذلك. * وماذا عن ابتعاد محسن خلف ووليد عطية؟ - هناك اختلاف كبير بين موضوع محسن خلف ووليد عطية، فقد حدثت مشكلة عادية بين محسن ومدرب الفريق فى آخر مباريات الموسم الماضي، وكان من المفترض حلها من قِبل الجهاز الإداري في حينه، ولكن ذلك لم يحدث، وهذا السبب الحقيقي لابتعاد محسن خلف، ونحن الآن نحاول أن نتدارك هذا الخطأ، فمحسن خلف أسطورة كرة السلة السعودية ولا يرضينا أن يُنهي حياته الرياضية إلا بما يليق باسمه وتاريخه.. أما موضوع وليد عطية فهو مختلف، لقد أوفينا بجميع التزاماتنا نحوه ولا نعلم ماذا يريد فهو يرفض الرد على اتصالات المشرف والمدرب، ونحن مستعدون لحل أي مشكلة تواجهه، فقط نريد معرفة ماذا يريد. * كنت ومازلت أميناً عاماً للنادي في ثلاث إدارات متتالية، ما الذي يميز كل إدارة عن الأخرى؟ بصراحة لا فرق بين إدارة وأخرى، وكان أملي كبيراً في الإدارة الحالية، ولكن خاب ظني، ولا تتصور مدى الألم والحزن الذي ينتابني وأنا أرى أحد يلعب في الدرجة الثانية مع فرق لم نسمع بها من قبل، وأقول سامح الله من كان السبب. * وأخيراً.. ماذا تقول؟ شكراً جزيلاً ل"الشرق" على منحنا الفرصة لطرح تساؤلات محبي النادي، وأتمنى لكم التوفيق. حامد الاحمدي