طرق المعاقون كل الأبواب وبحت أصواتهم ولا يزالون يقولون للمجتمع من التراب وإلى التراب نحن عود، من حزمة هذا المجتمع المتمدد على رفاهية التجاهل والغرور. سنوات وهم ينتظرون هيئة تلملم أوراق تعبهم، وتحتضن الهّم الذي يتربع على أطراف الكراسي المتحركة هذا إذا كان هناك كراسي من أصله، وسنين وهم ينتظرون حقوقهم فتأتيهم بدلاً منها الشفقة التي تؤلمهم أكثر وتجلد مشاعرهم وتقلل من قيمتهم، وسنين وهم يبحثون عن موقع بسيط على خارطة الوزارات التي تدعي رعايتهم وتدعي تنفيذ اللوائح التي تسهل لهم حياة كريمة. تصوروا مر يوم المعاقين العالمي الإثنين الماضي مرور الكرام ومن حسن حظهم تعرض الإعلام السعودي لغيبوبة متعودة ومتوقعة، وتعرضت الوزارات المعنية لأزمة فقدان الذاكرة كما حدث من قبل عندما صدرت سبع عشرة لائحة كلها تصب لصالح المعاقين ولم ينفذ منها شيء على أرض الواقع وحتى التوجيه الكريم بشراء كراسي متحركة للمحتاجين أسفر عن صفقة كراسي لا تصلح للاستخدام الأدمي. وصل صوت يحي السميري من خلال نادي أبها الأدبي لكل الاتجاهات الأصلية والفرعية، ولكن الوزارة المعنية «أذن من طين والأخرى من عجين» ولا جديد في ذلك، ويكفي أن نشير إلى موت عشرين معاقاً العام الماضي بقصص إنسانية تابعها المجتمع السعودي فكيف نحتفل بيومهم العالمي على جثثهم؟