دعا رئيس تونس، المنصف المرزوقي، إلى تشكيل حكومة كفاءات مصغرة لا تقوم على أساس المحاصصة الحزبية وتعتني بالتنمية، واعتبر أن بلاده على مفترق طرق. وتوجه الرئيس المؤقت بخطاب إلى الشعب التونسي ليلة أمس الأول، الجمعة، على خلفية المصادمات في محافظة «سليانة» بين الأمن ومواطنين، التي سقط فيها أكثر من مائتي مصاب خلال خمسة أيام. وأبدى المرزوقي انزعاجه من العنف المفرط مع المتظاهرين في «سليانة»، فيما بدا أنه نأي بالنفس من قِبَله عن الركن الذي وضعت فيه الحكومة نفسها فظهرت كمن يقمع التحركات الشعبية. وأبدى المرزوقي «تفهمه المطلق» للمطالب المشروعة لأهالي المناطق المحرومة، لكنه شدد على أن من واجب كل القوى الوطنية النأي عن منطق التحريض الذي تتوخاه «القوى غير الشرعية للركوب على المطالب المشروعة»، على حد تعبيره. ونبه المرزوقي إلى أن عدم الاستقرار سيؤدي «إلى الهلاك»، معتبرا أن «إجراء انتخابات قبل الصيف المقبل أصبح حاجة حياتية». وفي سليانة، خرج الآلاف من الأهالي للتظاهر مجددا، فيما توجه نحو عشرة آلاف آخرين في مسيرة على الأقدام إلى تونس العاصمة في شكل من أشكال الاحتجاج السلمي الذي يرمز حسب أحد النقابيين المشاركين في المسيرة إلى ترك مدينة سليانة للمحافظ، أحمد الزين المحجوبي، الذي رفضت الحكومة إقالته رغم مطالبة الأهالي بذلك, لكن التلفزيون التونسي أعلن أمس أن الحكومة قررت إقالته. وشهدت عدة مدن تونسية أمس الأول مسيرات ووقفات احتجاجية لمساندة «المطالب المشروعة لأهالي سليانة»، وقامت أحزاب من المعارضة ومنظمات مجتمع مدني بتنظيم هذه المظاهرات السلمية في كل من قفصة ونابل والمهدية والمنستير، كما تظاهر نحو 300 شخص أمام وزارة الداخلية تنديدا بما أسموه القمع الوحشي للتحركات الشعبية في سليانة. واتسع الصراع السياسي بين الحكومة والمعارضة حول أحداث سليانة، وشهد المجلس التأسيسي مشادات حادة بين كتلة النهضة الحاكمة ونواب من المعارضة والائتلاف الثلاثي الحاكم، بينما أعربت المفوضية السامية لحقوق الإنسان في جنيف عن قلقها من الاضطرابات.