في خطوة غير منتظرة دعا الرئيس المؤقت منصف المرزوقي إلى تشكيل "حكومة كفاءات مصغرة" لا تقوم على أساس المحاصصة أو الولاءات الحزبية لتعتني بالتنمية، منبّها الى أن تونس على "مفترق طرق" داعياً الجميع إلى تحمل مسؤولياتهم أمام هذا الظرف الدقيق. وجاءت دعوة المرزوقي على إثر الأحداث الأليمة التي تشهدها ولاية سليانة بالشمال الغربي بعد انتفاضة أهاليها احتجاجا على التهميش وانعدام المشاريع التنموية. كلمة المرزوقي اعتبرتها بعض الأطراف السياسية انتقادا علنيا لحكومة الترويكا - التي هو أحد أطرافها – ومؤشرا جديدا على بوادر التفكك داخل المنظومة الحاكمة بقيادة حركة النهضة وأن تقييمه للمشهد الحالي كان بعيدا عن تقييم حليفته حركة النهضة التي حملت ما حصل في سليانة من أحداث لأطراف مناوئة من أحزاب راديكالية وأزلام النظام السابق وبعض قياديي الاتحاد العام التونسي للشغل مما زاد في تعكير الأجواء. الى ذلك انتشرت قوات من الجيش التونسي مساء الجمعة في مركز ولاية سليانة التي شهدت مواجهات بين قوات الامن ومتظاهرين محتجين على تردي ظروف المعيشة. وانتشرت قوات للجيش في مركز الولاية بعد ساعات من المواجهات بين متظاهرين رشقوا بالحجارة والزجاجات الحارقة عناصر الامن الذين ردوا عليهم بإطلاق القنابل المسيلة للدموع. وقال نجيب السبتي رئيس الاتحاد الجهوي للشغل (ممثل اكبر مركزية نقابية في تونس) بسليانة "تم التوصل الى اتفاق بين النقابات ومسؤولين في الجيش على انسحاب الشرطة وتعويضها بالجيش". وقبل حلول قوات الجيش بالمدينة جرت مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين حاولوا مهاجمة مديرية الامن. وأعلنت وزارة الصحة التونسية الجمعة ان اثنين من المتظاهرين فقدا البصر في احدى العينين جراء اصابتهما بطلقات "الرش" (البارود) الذي استخدمته الشرطة لتفريق المحتجين في سليانة.