سؤال يبدو صعبا: ما حجم التسلل الأمريكي الاستخباراتي في الدوائر “الحساسة” المرتبطة بالأمن القومي المصري؟!.. الجواب ربما تجد جزء مهما منه في كتاب صدر مؤخرا في الأسواق، بعنوان “الحرب السرية للمخابرات الأمريكية”، الموثق بالآلاف من المستندات الرسمية، كشف فيه المؤرخ الأمريكي الشهير “بوب وودوورد” الذي عمل في المخابرات المركزية الأمريكية، الكثير من المعلومات عن الرئيس السابق حسني مبارك، من خلال ما نشره من وثائق ومستندات، يدعي فيها أنه تدينه بالتورط والعمالة ل”السي أي إي”، بعد أن “أغمض عينيه عن استباحة عملاء الوكالة لمصر، ولأمنها الاستراتيجي”، بحسب ما يدعيه مؤلف الكتاب!. وأكدث إحدى الوثائق، توقيع الرئيس المصري على بروتوكول تعاون في 1981 مع بداية حكمه، يمنح من خلالها عملاء “السي أي إي” الحصانة الكاملة أثناء عملهم في مصر، وأنه لا يمكن إلقاء القبض علي أي عميل، حتى ولو خالف قوانين البلاد، أو تجاوز حدودها. ويؤكد وودوورد في كتابه الذي يتحدث عن فترة بداية حكم مبارك أن الدليل الصريح على صحة هذه المعلومة، أنه لم يعلن في عهد مبارك القبض على أي عميل للمخابرات الأمريكية، طوال 30 سنة، وهو ما يثبت أن هناك حصانة خاصة لها دون غيرها للعمل في مصر. ويشير المؤلف في بداية كتابه الذي نشرت مجلة “روز اليوسف” تحقيقا عنه، أن ما ذكر في الكتاب معتمد على آلاف المستندات الأرشيفية، حصل عليها من الأرشيف الرسمي الأمريكي، ومعها العديد من القضايا التي صورها من المحاكم الأمريكية المختلفة وملفات العمليات الخاصة، وأنه نشر صورة من تلك المستندات في الكتاب. ويؤكد الكتاب أن المخابرات الأمريكية نافذة بكل مكان في مصر، وأنها أنشأت في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، أكبر شبكة عملاء داخل الحكومة المصرية في تاريخ ال”سي آي ايه” في الشرق الأوسط، بحسب تعبير الكاتب. وفي إحدى الصفحات، يكشف المؤلف -لأول مرة- أن المخابرات الأمريكية تجسست على مصر دائما بعدة طرق، منها الدخول على مناطق معينة في الكابلات البحرية الأرضية بين مصر والعالم، وعن طريق فلاتر تجسس خاصة، نقلو من كل المحادثات الهاتفية بين مصر والعالم إلي غرفة خاصة في ال”سي آي ايه”، حتي الشفرات كان يمكن كسرها، لأن أمريكا هي من تمد مصر بها، كما أن الكابلات منتج أمريكي، أما ما يتبقي من أحاديث فتتم عبر الأقمار الصناعية. إسرائيل | الثورة المصرية | الغاز | حسني مبارك | مصر