أوضح عميد كلية العلوم الإنسانية في جامعة اليمامة، الدكتور معجب الزهراني، أن كل كائن هو جمالي بطبعه وثقافته، لأنه قادر على الاستمتاع بما هو جميل في الأشكال والأصوات والألوان والحركات، وقادر أيضا على إنتاج الشيء الجميل الذي نسميه «الفن». وقال الزهراني، خلال محاضرة قدمها في خميسية حمد الجاسر الثقافية صباح أمس، إن النظرة السلبية للفنون تأتي من قبل فئة محدودة من المجتمع، على بعض الفنون النشطة، مما أفرز ثقافة ثقيلة ومجتمعاً أقرب إلى الكآبة، مشيراً إلى أن الحل المناسب يكمن في عدم إخضاع المجتمع كله لفئة قليلة متشددة؛ فالثقافة الجمالية الحرة خير علاج لثقافة القبح التي تولد أشكال التشدد والعنف والإرهاب. وكان الزهراني بدأ المحاضرة، التي أدارها الدكتور محمد الرصيص، بسرد أعمدة الثقافة الأربعة، وهي «ثقافة العمل والكسب»، ووظيفتها تأمين الضروريات الحيوية، و»ثقافة الاجتماع»، ووظيفتها تنظيم العلاقات فيما بين الأفراد والجماعات وتوزيع العمل بما يحقق مزيداً من فرص القوة والأمن والسعادة، و»ثقافة التدين»، المتمثلة في المعتقدات التي تترجم في طقوس وشعائر لفظية وعملية هدفها الأساسي تأويل العالم لإضفاء المعنى على الحياة والموت بل وعلى الوجود كله، وأخيراً «الثقافة الجمالية»، وهي نشاط لعبي حر، وظيفته الأساسية إثارة مشاعر الفرح والبهجة للاستمتاع بالحياة فيما وراء الأمور الحسية المباشرة. وأوضح أن لدى المجتمعات البشرية ثقافات جمالية تتكون من تلك الفنون الستة التي حددها المفكرون منذ ثلاثة آلاف سنة تقريبا، وهي: فنون اللغة التي تشمل فنون القول والكتابة، التي تسمّى الآن «الأدب»، وفنون الرسم وما يتبعه من نقوش وزخرفات، وفنون الغناء بالصوت المفرد أو بمصاحبة آلة موسيقية، وفنون الحركة أو الرقص، وفنون النحت على الحجر أو على الخشب، وكذلك ما يسمّى بالفنون التمثيلية أو الدرامية المركبة، وتتجلّى في المسرح، أو في الاحتفالات الجماعية التي ترتبط هي أيضا بمناسبة محددة تختلف من مجتمع لآخر. وعرّج الزهراني في حديثه إلى قانون التفضيل الجمالي، الذي يعني أن كل جماعة أو مجتمع يميل إلى فنون معينة أكثر من غيرها، لكن لا يوجد مجتمع دون فن أو دون ثقافة جمالية. وتحدث عن فنون المملكة، التي هي جزء من الثقافة المحلية ومن الثقافة الوطنية، وكيف كانت أحوالها وإلامَ آلت اليوم؟، مطالباً بتدارك إشكالية غياب الفن. وصنّف الزهراني فنون المملكة التقليدية إلى فنون السواحل وحواضرها، وفنون الريف الجبلي وقراه، وفنون الصحراء وواحاتها، وهناك الفنون الحديثة مثل: الغناء والموسيقى والرسم والنحت والمسرح والدراما.