ما دمت تعيش في هذه الحياة فلا بد أن تواجه فئة من البشر يصعب عليك حقا فهمهم وفهم طريقة أسلوبهم أو على الأقل فهم طريقة تعاملهم معك، فيوماً تجدهم عشّاقاً لك يفردون لك وشاحات الورد والمحبة حتى تصدق عمق علاقتهم بك وفي اليوم الذي يليه ينعكس كل ذلك تماما فتصبح ذلك العدو المُهاجم دون أي مبرر ودون سابق إنذار فيحاولون جاهدين الإيقاع بك والفرح بزلاتك وعثراتك والسعي وراء حزنك وتمني الشر لك بكل طرائقه بعد أن كنت المحُب بنظرهم، هنا أقل ما يمكنك فعله ابتسامة السخرية من تناقض تصرفاتهم وغباء تفكيرهم فيظلون معك بهذه الطريقة العوجاء حتى تمل من التعامل معهم ومعرفتهم ومع ذلك فلا تدري أي الصواب أفضل للتعامل معهم، إن تجاهلتهم ازدادت عداوتهم وبغضهم لك، وإن تعاملت معهم بكل احترام وتهذيب تزداد نفوسهم كبرياء وغطرسة عليك لاعتقادهم أنك لا تستطيع العيش دونهم وتفسير ما تفعله ليس إلا خضوعاً لهم.. حقاً، شر البلية ما يضحك. وبالطبع ذلك ناجم عن اضطراب لشخصياتهم وعدم ثقتهم بأنفسهم لذلك لن نعتب عليهم وسنعمل بالآية الربّانية: «خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ» (الأعراف:199)