باستعراض ما قرأته خلال هذا الأسبوع من مقالات أو تقارير صحفية كان للمرأة نصيب فيها وجدت أن المقال الذي ينال من المرأة ويحط من قدرها قد يشير الكاتب فيه إلى عيوب مماثلة في الرجل ولكنه يمر عليها مرور الكرام حتى لا يخدش كبرياء الذكورة ولكنه في الوقت نفسه ينزل على الأنوثة بسياط منقوعة بالملح والليمون لزيادة التنكيل. وإذا كان ما كتب يحمل إشارات لتعزيز المرأة ورفع قدرها والتوصية بمعاملتها بالحسنى نجد في باطن ذلك وهو مما لا يفطن له الأغلبية إشارة إلى مساوئها التي على الذكر أن يتجاوز عنها بكرمه ولا يتوقف عنها بحسن فهمه لأنها عيوب متأصلة فيها لا تزول والرجل هو صاحب القداسة الذي لا يخطئ! الضلع الأعوج الذي خلقت منه المرأة هو أقرب ما يكون إلى قلب الرجل بل هو الذي يحميه و هو الذي (الضلع) يحتاج إلى كثير من المداراة من أجل حفظه وحمايته من الكسر فعندما يقال: إن الأنثى خلقت من ضلع أعوج وهذا سر جمالها والانجذاب إليها ولاحظوا هذه الجملة الآنية (وليس عيبا) مثل هذه العبارة التي ألقاها المحرر بهذه الطريقة لا تعني إلا: أيها الرجل عليك أن تقبل المراة باعوجاجها وتحملها كما جاءت بمعنى كن إيجابيا وقل (يازينها عوجا). أتمنى ألا يكون المحاضر الذي نقل عنه الكلام اكتفى أيضا بتلك العبارات وتركها تصول وتجول في أذهان الشباب المستمعين فيدخلون إلى حياتهم الزوجية و هم يعملون بنصيحة عوجاء كل مهماتها أن تكون نظرة الرجل وتعامله مع المرأة قاصرة جدا، وعقيمة لن تنتج علاقة مؤسسة على الفهم والاحترام والحب لأنه سينتهي بعد كل حوار أو اختلاف معها إلى نتيجة واحدة (ما عليها شرهة خلقت من ضلع أعوج). ولأن لي مقالا سابقا في نص ذلك الحديث النبوي لن أعيد ما قلته ولكني أتمنى ممن يستخدم الأحاديث التي تتحدث عن المرأة وخصائصها النفسية أن يعطوا المعنى حقه حتى تتحقق الفائدة التي أرادها المصطفى صلوات الله وسلامه عليه لأنه بالتأكيد لم يرد بها شرا ولا تلميحا بالقصور المسبب للازدراء كما يفعل المحرر أو الكاتب أو المحاضر. يكفي أن أشير على عجل إلى أن الضلع الأعوج الذي خلقت منه المرأة هو أقرب ما يكون إلى قلب الرجل بل هو الذي يحميه و هو الذي (الضلع) يحتاج إلى كثير من المدارة من أجل حفظه وحمايته من الكسر ليس لأنه رقيق فقط بل لأنه لا يجبر كغيره من العظام بل يترك ليداوي نفسه بنفسه فيلتحم و يعود كما كان صلبا وقابلا للكسر في آن واحد. فهل يستطيع كل ذكر أن يتعامل مع هكذا مواصفات اختارها الله للأنثى ليعزز مكانتها ويرسم أسلوب التعامل معها ولكن الإنسان يظن بها الظنون بسبب قصور فهمه فيخطئ، ويخطئ، ويخطئ. [email protected]