* دائما وأبداً أمور المؤمن خير عليه، حتى ان الإنسان وسط أسرته الممتدة ووسط مجتمعه وعمله يتعايش مع شخوص يمثلون العداء له، وهم بالنتيجة أعداء لنجاحه لتفوقه وارتقائه لتساميه عن الزلات وحذره من العثرات، وحتى لرقي أخلاقه وتعامله المرن واللبق والخلوق مع من يتعامل معهم في محيطه.. * وأنه لابد ما يظهر لك عدو هنا وهناك تتعلم منه وتزداد قوة وصلابة ومنفعة من حيث لا يدري هو، بل يعتقد العدو جازماً أنه قد آذاك وجرحك وأساء إليك.. ولكن حفظ الله لك لأنك حفظته تجعل كل أساليب العدو المغرضة منفعة وتوجيها ونقداً يدعمك بالأخلاق الفاضلة والمعرفة والعلم فتبحر فيما أنت فيه لترتقي إلى الأفضل ومن حيث يجهل عدوك معدنك الأصيل تجدك لا تثأر لنفسك، ولا تسلك سبل الانتقام والتعصب المقيت للنفس، ولا تذعن إلى الشعور بالسلطة والتباهي والحاكمية، بل ترنو الى الهدوء والاعتدال وامتثال الحق في الحكم على الناس من خلال تفكيرنا المنطقي واستثمار النقد ايجاباً وممارسة للأفضل، وذلك عوضاً عن أن نحوله إلى احتدام أو تحضير لصراع ونزاع.. مع إدراكنا بأن الكثير من مراجعتنا وتذكرنا للغير، ولسقطات هذا العدو.. كثيرا ما تؤهلنا للنيل منه وبأوجه مشروعة كون مختلق العداء هو الأضعف والأجبن دائماً والمتعدي والظالم..، وإن لدينا الكثير مما يستطيعه الآخرون ويتزلفون ويتفوّهون به!! إلا أن قوة المؤمن تتضح بالانضباط والتحلي بالصبر.. وبعد النظر والحكمة، ووجود العداوة بحياتنا دعم لنا من حيث لا نحتسب ممن نصبوا أنفسهم في مقام (الأعداء) إذ جعلوا من النقد الجارح متعة لنا نتقبلها برحابة صدر وارتياح، وعلمونا كيف نمضي في طريق تقدمنا وصمودنا دون تردد وتهاون وارتباك.. * إن الأعداء هم من يقدمون لنا الكثير جداً من الخير والعطاء فهم غالباً ما يكونون السبب بالتروي والنظر بتمعن إلى مجريات الأمور، وعدم الإنسياق خلف غرور النفس ومتاع الحياة، أو الإصغاء إلى مديح وثناء قد يطغيها.. إن القبيح لا يرى إلا قبيحاً ولا يتفوه إلا بذيئاً وضعف الدين والوازع الديني يورد المهالك بالذين تهاونوا كثيراً بالنسق والسلوك والتعاليم الإسلامية الراقية.. * اشكروا أعداءكم، وإن كان بشكل غير مباشر فقد قيضهم الخالق لتتوازن الكفة عند الذين لا يرون ولا يظنون إلا حسناً ولا يعتقدون إلا بالحسنات.. * ومن أجل التعايش السلمي بمفهومه الإيجابي علينا تفعيل الحوار مع الجميع للتوصل إلى أعلى مستوى للارتقاء أخلاقياً من خلال تعاملنا وسلوكنا مع الغير، علنا نحسن إلى أعدائنا بأخذهم إلى الارتقاء الأخلاقي وحسن النوايا والله المستعان.