زلزلت الأرض بسبب الانفجارات المتتالية لمعسكر حميد بمنطقة الأربعين في الأحواز عام 1981 بعد انسحاب الجيش العراقي منها. إذ قام الجيش العراقي بتفجيرها بعد الانسحاب كي لا تتحصن بها القوات الإيرانية. ولكن انسحاب القوات العراقية من الأراضي الأحوازية هذه المرة رافقته هجرة أحوازية قوامها مائة ألف نسمة، ناهيك عن مئات الآلاف من الذين هاجروا داخل الأحواز أو هجّرتهم إيران قسراً إلى المناطق الفارسية. وعشرات المدن والقرى الأحوازية المتاخمة للحدود العراقية تعرّضت إلى أكبر عملية عقوبات جماعية وشنق المئات من الأحوازيين على أشجار النخيل بعد الانسحاب الأول للقوات العراقية منها. وفي الانسحاب الثاني أدرك سكان هذه المناطق بأن المشانق الإيرانية بانتظارهم، فاضطروا إلى النزوح إلى العراق مع أسرهم أو من غيرها. ويروي أعضاء الجبهة العربية لتحرير الأحواز التي أخذت من العراق مقراً لها، بأن الجبهة شكلت جيش تحرير الأحواز قوامه أكثر من أربعة آلاف مقاتل تلقوا التدريبات الجيدة على يد ضباط عراقيين في بداية الأمر، ومن ثمّ ضباط أحوازيين أشرفوا على عمليات التدريب إلا أنه منع عليهم المشاركة في الحرب. وبعد إضراب عام قام به جيش تحرير الأحواز بعثوا برسالة احتجاج للرئيس صدام حسين طالبين منه السماح لهم في المشاركة في الحرب، فجاءت الموافقة. وحين كلفوا بتحرير أربعة مواقع من الجيش الإيراني حرروا ثلاثة عشر موقعاً، فتلقوا رسالة من شخص الرئيس صدام حسين قائلاً فيها “لقد تجاوزتم حدود الشجاعة والاستبسال”.