انطلقت فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان الدوحة السينمائي، الحدث السنوي الذي تنظمه مؤسسة الدوحة للأفلام، ضمن حفل افتتاح رائع في “سوق واقف” حضرته كوكبة من أبرز المواهب السينمائية القطرية والعربية والعالمية ممن ساروا على السجادة الحمراء لمشاهدة الفيلم الافتتاحي “الأصولي المتردد” الذي مولته مؤسسة الدوحة للأفلام. وحضر حفل الافتتاح كل من ميرا ناير، مخرجة الفيلم؛ ومحسن حميد، كاتب رواية “الأصولي المتردد” التي اقتبس منها الفيلم أحداثه؛ بالإضافة إلى منتجة الفيلم آمي بوغاني؛ وكاتبة السيناريوهات المشتركة ميشا شافي؛ ومؤديي الغناء الصوفي أبو محمد وفريد الدين عياز الذين قاما بتأليف الموسيقى التصويرية للفيلم. ومن نجوم السينما العالمية الذين حضروا حفل الافتتاح روبرت دي نيرو الذي يعرض المهرجان أحدث أفلامه بعنوان “سيلفر ليننج بلاي بوك” الذي يعرض خلال مهرجان الدوحة السينمائي. وإلى جانب أكثر من ألف ضيف قطري ودولي حضروا حفل الافتتاح، ضمت قائمة المواهب السينمائية القطرية التي تقدم 19 فيلماً في مسابقة “صنع في قطر” كلاً من عبدالعزيز جاسم، وعبدالله غيفان، وعلي ميرزا محمود، وفهد الكبيسي، وغازي حسين وصلاح المعلا وآخرين، إلى جانب الحضور المتميز لنجوم السينما المصرية والعربية مثل يسرا، نيللي كريم، خالد النبوي، خالد أبو النجا، وبسام الذوادي، وحبيب غلوم عطار، وهيفاء حسين، ونايلة الخاجة، إضافة إلى الفنان طارق العلي وآخرين. وتألقت السجادة الحمراء بمشاركة أعضاء لجنة تحكيم مسابقة الأفلام العربية في مهرجان الدوحة السينمائي التي تضم كلاً من الممثلة التونسية هند صبري؛ والدكتور عماد أمرالله سلطان، مستشار الشؤون الثقافية في الحي الثقافي كتارا؛ والمخرج الهندي أشوتوش جريكر، والسينمائية التركية المعروفة بسيم أوستوجلو؛ والكاتب الجزائري محمد مولسهول؛ ومخرجة الأفلام الوثائقية السورية هلا العبدالله؛ والمخرج القطري حافظ علي علي؛ والفنانة والسينمائية الإيرانية المعروفة شيرين نشأت؛ وجوانا حاجي توما؛ وتهاني راشد؛ ونادر موكنيش؛ فضلاً عن الكاتبة القطرية المعروفة وداد الكواري؛ وأول سينمائية من المملكة العربية السعودية هيفاء المنصور؛ إلى جانب مؤسس جمعية قطر للفنون الجميلة الفنان البصري فرج دهام. وتوجه الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، وزير الثقافة والفنون والتراث القطري، لجمهور المهرجان بالقول: “يأتي مهرجان الدوحة السينمائي وكافة النشاطات الثقافية المرتبطة به ضمن إطار “رؤية قطر الوطنية 2030″، وذلك من أجل تعزيز دعائم اقتصادنا المبني على المعرفة وذلك من خلال رعاية كافة الطاقات الإبداعية. وانطلاقاً من قدرة السينما على صياغة مفاهيم وآراء الناس، يستطيع المهرجان أن يلعب دوراً في تصحيح المفاهيم الخاطئة عن المنطقة”. من جانبه، قال سعادة عيسى بن محمد المهندي، نائب رئيس مجلس إدارة مهرجان الدوحة السينمائي: “يسهم المهرجان في تعزيز مكانة قطر كوجهة ثقافية رائدة في المنطقة، ويشكل منصة مهمة لتسليط الضوء على الهوية الثقافية الراسخة لأمتنا. وستواصل مؤسسة الدوحة للأفلام سعيها على مدار العام لتعزيز قطاع السينما محلياً وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من خلال باقة من المبادرات في مجال التعليم والتمويل”. وقال عبدالعزيز الخاطر، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام: “يعد مهرجان الدوحة السينمائي حدثاً سينمائياً دولياً يستقطب أبرز خبراء السينما من كافة أنحاء العالم. ونؤكد من خلال هذا المهرجان التزام دولتنا بتعزيز البنية التحتية للثقافة، ودعم الكفاءات، وتشجيع الابتكار وحوار الثقافات المتعددة؛ وهو انعكاس حقيقي للرؤية التي تتطلع قيادتنا الرشيدة إلى تحقيقها، ومنصة لتسليط الضوء على الخطوات الإبداعية التي قدمتها المواهب القطرية والعربية”. وتضمن حفل الافتتاح أيضاً أداءً موسيقياً رائعاً للمغنية ميشا شافي التي انضم إليها لاحقاً أبو محمد وفريد الدين عياز لتأدية بعض المقاطع الموسيقية من فيلم “الأصولي المتردد”، الأمر الذي أضفى طابعاً ثقافياً فريداً من نوعه على أجواء حفل الافتتاح. وتم عرض فيلم الافتتاح للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وذلك في أربعة أماكن عرض مختلفة بحضور أكثر من ألفي شخص. ويمتد مهرجان الدوحة السينمائي على مدى ثمانية أيام يستضيف خلالها أكثر من 200 عرض سينمائي لما يزيد على 87 فيلماً من 34 دولة حول العالم. وتعرض هذه الأفلام في ثلاثة أماكن هي سوق واقف، والحي الثقافي (كتارا) ومتحف الفن الإسلامي. وتشارك هذه الأفلام ضمن مجموعة من المسابقات بما فيها “مسابقة الأفلام العربية”، و”صنع في قطر”، وعروض السينما العالمية المعاصرة، بالإضافة إلى “العروض الخاصة” و”تحية إلى السينما الجزائرية: بين الماضي والحاضر”. وتأكيداً على التزام مؤسسة الدوحة للأفلام بتقدير الثقافة السينمائية، يتضمن مهرجان الدوحة السينمائي سلسلة من الفعاليات وحلقات النقاش المتخصصة بهدف تقييم مختلف جوانب صناعة السينما بدءاً من كتابة القصة والإنتاج وصولاً إلى مرحلة التوزيع. ويتضمن برنامج “حوارات الدوحة” سلسلة مكونة من 13 فعالية سينمائية مميزة، وعروضاً خاصة، وجلسات حوارية موسعة مع عدد من ألمع السينمائيين بمن فيهم ميرا ناير وروبرت دي نيرو. وبدورها تعتبر “مشاريع الدوحة” إحدى أهم مكونات مهرجان الدوحة السينمائي، إذ تمهد الطريق أمام أربعين شخصاً من الحاصلين على منح مؤسسة الدوحة للأفلام للتواصل مع خبراء سينمائيين على الصعيدين الإقليمي والدولي من خلال اللقاءات الفردية والجلسات الحصرية. وللأسرة نصيب وافر في مهرجان الدوحة السينمائي مع باقة الأنشطة الخاصة ضمن فعاليات “أيام الأسرة”، حيث سيشعر الأطفال بالنجومية على السجادة الحمراء المخصصة للصغار، فضلاً عن برنامج صغار مؤسسة الدوحة للأفلام، والعروض المسرحية، والاستمتاع بمشاهدة الفنون والحرف اليدوية، والرياضة، ورواية القصص، والدمى المتحركة، والألعاب، وعدد من أنشطة صناعة الأفلام والعروض الموسيقية التي تؤديها فرق من المدارس المحلية والمجتمعات المدنية وغيرها. جدة | نعيم تميم الحكيم