أكد رئيس المؤتمر الوطني الليبي العام الدكتور محمد المقريف رغبة بلاده في تعزيز تعاونها مع المملكة في مختلف المجالات وخاصة الاقتصادية والتجارية منها، مرحباً في الوقت ذاته بإنشاء مجلس أعمال مشترك بين قطاعي الأعمال في البلدين لتعزيز التعاون المستقبلي والعمل على تنشيط اللجنة المشتركة بين البلدين على المستوى الحكومي. وأوضح لدى لقائه اليوم برجال الأعمال السعوديين في مقر مجلس الغرف السعودية بالرياض ما تعرضت له بلاده من مصاعب طيلة العقود الماضية، مؤكدا أن ليبيا عاقدة العزم على استثمار خيراتها لخدمة مصالحها الوطنية وخدمة مصالح الأمتين العربية والإسلامية ، مشيرا إلى أن ليبيا الحرة تتطلع للتعاون مع المملكة في مختلف المجالات وخاصة الاقتصادية منها في ظل ما تتمتع به المملكة من خبرة تنموية شملت المجالات كافة. وقال إن بلاده تتطلع لتشجيع المستثمرين السعوديين للدخول في مشاريع شراكة وإقامة مشاريع لهم في ليبيا في ظل العهد الجديد وأنها ستعمل على تعديل التشريعات المعنية بتسهيل دخول المستثمرين وحماية استثماراتهم وفتح المجال لهم في مشاريع جديدة للاستفادة من الفرص الكبرى التي تتوفر في ليبيا حاليا. ورأى رئيس المؤتمر الوطني الليبي العام الذي يزور المملكة حاليا على رأس وفد يضم عدداً من الوزراء والمسؤولين الليبيين أن بلاده تشهد منعطفا وتحديا كبيرا في تاريخها بعد نجاح الثورة في ليبيا وهي بحاجة إلى مساعدة أشقائها للاستفادة من خبراتهم في مجالات عديدة تحتاجها في مرحلة إعادة بناء ليبيا الجديدة ،مشيرا إلى أن الحكومة الليبية الجديدة تعمل على استتباب الأمن في ربوع ليبيا وبالتالي توفير المناخ الملائم لقدوم المستثمرين العرب والأجانب. ونوه باستقبال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز له والوفد المرافق، مشيرا إلى أنه لمس خلال اللقاء مشاعر صادقة وحرصا على ليبيا وأمنها ومستقبلها، كما رحب معاليه بإنشاء مجلس أعمال مشترك بين البلدين الشقيقين على مستوى القطاع الخاص، مطالبا رجال الأعمال السعوديين بزيارة ليبيا والتعرف على الفرص الاستثمارية المتوفرة. وكان رئيس مجلس الغرف السعودية المهندس عبدالله المبطي قد افتتح اللقاء، مؤكدا أهمية تعزيز العلاقات السعودية الليبية والاستفادة من فرص الاستثمار في كلا البلدين، مقترحا إنشاء مجلس أعمال مشترك ليكون بوابة رجال الأعمال لاستكشاف الفرص المتاحة وتطوير عمل مشترك ينجم عنه مشاريع في كلا البلدين. ودعا المبطي الدكتور المقريف إلى ضرورة تسهيل إجراءات الحصول على التأشيرات اللازمة لرجال الأعمال السعوديين، مشيرا إلى أن القطاع الخاص في المملكة يتميز بحجم مشاركته في الناتج المحلي وقدرته الهائلة على الاستثمار في مشاريع كبرى تحتاجها ليبيا في المرحلة الحالية والمستقبلية. وقال إن المتابع لحجم العلاقات التجارية بين المملكة وليبيا في الماضي سيرى بوضوح أنها لم ترتق حتى الآن إلى طموحات القطاع الخاص في البلدين و لم يتجاوز إجمالى قيمة التبادل التجاري مبلغ 51.2 مليون دولار عام 2011م، مشيرا إلى أنه في ظل الوضع الواعد الجديد لليبيا أصبح لدى رجال الأعمال السعوديين قناعة وحرصا كبيرين على فتح آفاق وقنوات جديدة لتقوية هذه العلاقات وتنميتها وتوسيعها عن طريق بناء الثقة وضخ الاستثمارات، وزيادة التجارة البينية والاستثمارات المشتركة خلال المرحلة المقبلة. ودعا المبطي الجانب الليبي إلى تقديم جميع أنواع التسهيلات والدعم لرجال الأعمال السعوديين والبدء في تأسيس مجلس أعمال سعودي ليبي مشترك، مؤكدا قدرة القطاع الخاص السعودي على المشاركة الفاعلة في مشاريع إعادة الأعمار الليبية. ونوه بما وصلت إليه المنتجات السعودية من قدرة تنافسية، حيث أصبحت الشركات السعودية تقود استثمارات عديدة في مجالات متعددة مثل: إنتاج الطاقة والمياه بنظام B.O.T. وكذلك خدمات إنشاء الطرق وسكك الحديد، والمطارات وغيرها من المشاريع، بالإضافة إلى قوة الصناعات السعودية التي غطت السوق السعودي ثم التصدير إلى عدد كبير من دول العالم، هذا بالإضافة إلى أن عددا من الشركات الصناعية أقامت مصانع في دول أخرى وحققت نجاحات من المصداقية والجودة. ودار خلال اللقاء حديث مطول شارك به رجال أعمال سعوديون والوفد المرافق لرئيس المؤتمر الوطني الليبي العام أبدى فيه الدكتور المقريف وعدد من وزرائه اهتماما كبيرا باستلهام التجربة السعودية التنموية والصناعية للاستفادة منها في مرحلة بناء ليبيا الجديدة. وأكد رجال الأعمال السعوديين من جانبهم أهمية وجود نظم وتشريعات تكفل حماية الاستثمارات ناهيك عن جذبها وهو ما ينقص ليبيا حاليا وأهمية تطوير السياسات الصناعية وإيجاد صناديق لدعم الصناعات في ليبيا وأهمية معالجة أسباب توقف بعض المشاريع الاستثمارية في ليبيا التي تعرضت لأضرار أثناء الثورة الليبية. حضر اللقاء وزير التعاون الدولي الليبي محمد عبدالعزيز وعدد من أعضاء المؤتمر الوطني الليبي العام وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى ليبيا محمد العلي. الرياض | الشرق