كادت إشاعة مقتل الشيخ أحمد الأسير أن تشعل لبنان، لكن العناية الإلهية شاءت أن تكون مجرّد شائعة. ورغم ذلك، أطلّت الفتنة برأسها من عاصمة الجنوب واشتعلت النار في صيدا أمس، فحصدت ثلاثة قتلى وخمسة جرحى. وكانت بدأت الاشتباكات على خلفية «المهلة التهديدية» التي منحها الشيخ الأسير لمناصري حركة أمل لإزالة شعارات عاشوراء التي عُلّقت بالقرب من المساجد والتي انتهت عصر أمس. وتشير المعلومات أنّ بداية الخلاف كانت إثر مشادة كلامية بين جماعة تابعة ل «التنظيم الشعبي الناصري» وموالين للشيخ الأسير. وحسبما أفادت مصادر أمنية ل «الشرق»، أن الخلاف وقع على حاجز لقوى الأمن الداخلي في الكورنيش البحري لمدينة صيدا بين دورية لقوى الأمن الداخلي ونجل الشيخ أحمد الأسير، حيث أوقف عناصر الحاجز سيارة يقودها نجل الشيخ أحمد الأسير «عمر»، الذي عمد إلى الاستعانة بعناصر مسلحة أطلقوا سراحه بالقوة، وكان الأسير، وهو مناهض لحزب الله ومؤيد للاحتجاجات المطالبة بإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد، وضع الجمعة مهلة زمنية مدتها 48 ساعة لإزالة كل الصور واللافتات في صيدا «التي ترفع شعارات مؤيدة لحزب الله وحلفائه الداعمين للمشروع السوري الإيراني»، بحسب تعبيره. وقام حزب الله أمس برفع هذه الصور والشعارات من داخل المدينة بمواكبة من الجيش اللبناني، إلا أن مناصري الأسير دخلوا إلى منطقة تعمير عين الحلوة التابعة لصيدا والمجاورة لمخيم عين الحلوة، وهو الأكبر للاجئين الفلسطينيين في لبنان. وقام مناصروا الشيخ الأسير بتمزيق صورة للأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، ما أدى إلى تضارب بالعصي تطور إلى إطلاق نار.