يعلم الجميع أهمية السياحة في الناتج القومي للبلدان، كونها سبباً في إيجاد عشرات آلاف الوظائف المختلفة، واستقطاب رؤوس الأموال الضخمة، ومحاسن السياحة لا تعد ولا تحصى وقد كانت السياحة هي السبب الرئيس لإيرادات ضخمة في كثير من البلدان، على سبيل المثال بلغ عدد السياح في مصر عام 2010 حوالي 14 مليون سائح ضخوا 12.9 مليار دولار في الاقتصاد المصري، وإلى لبنان حيث كان دخل السياحة في العام 2010 ثمانية مليارات دولار، وبمقارنة بسيطة بلغت ميزانية السعودية عام 2010 حوالي 470 مليار ريال (حوالي 125 مليار دولار أمريكي)، ناتج السياحة المصرية يشكل 10% من ميزانية أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، تلك كانت مقارنة بسيطة جداً لتوضيح مدى أهمية وفائدة السياحة في المملكة العربية السعودية وعدم إغفالها. خصوصاً أنها دولة مترامية الأطراف، وتملك المقومات المختلفة، والمميزة، التاريخية، والدينية، والقبلية، وغيرها، من مدائن صالح إلى غار حراء، ومقبرة البقيع، ومواقع غزوتي بدر وأحد، وآثار الدرعية والمصمك، ومنها إلى الطبيعة الجميلة في الجنوب مع الآثار التي تعود لمئات السنين، والربع الخالي (صحراء تغري المهتمين)، ومئات المواقع الأثرية من الغابات للبحر للصحراء، طبيعة جغرافية متنوعة ورغم كل تلك المؤهلات الطبيعية المميزة، أيعقل بعد كل هذا أن تكون المملكة العربية السعودية حتى هذه اللحظة لا تملك تأشيرة سياحة للراغبين في زيارتها. وعلى السياح الاتفاق مع مكتب سياحي داخل السعودية، للمرور بإجراءات بيروقراطية ترجع للعصور الوسطى؟ (تنويه للإخوة المنتقدين للسفارات الأجنبية في تعاملهم معنا، من خلال إجراءاتهم المعقدة: هم يعاملوننا بالمثل، ورغم كل إجراءاتهم فإنها لم تصل للتعقيد الذي نقوم به حتى وصل الأمر بنا لاشتراط المحرم في تأشيرة الحج!). لهيئة السياحة جهود متنوعة وتطورات رائعة، لكن عليها أن تزيل كثيراً من المعوقات التي تحول دون تحقيق الهدف الأساسي من إنشائها. في خبر نشرته جريدة الشرق الأوسط بعنوان (ارتفاع أسعار الكهرباء وقلة الدعم أبرز معوقات الاستثمار السياحي) ومما جاء في الخبر (أجمع خبراء في قطاع السياحة السعودية على وجود معوقات تتعرض لها صناعة السياحة بالبلاد، موضحين أن الاستثمار السياحي يعاني من قلة الدعم الحكومي وارتفاع في تكلفة الخدمات كالكهرباء، وكذلك تطوير الإجراءات الحكومية في القطاع السياحي وجعلها أكثر مرونة لتحفيز الاستثمارات السياحية، ودعا الخبراء لمنح المستثمرين أراضي ذات مقومات سياحية، وقروضاً ميسرة عبر صندوق للتنمية السياحية، ودعم أسعار الكهرباء والمياه، مشددين على أهمية تطوير الإجراءات الحكومية في القطاع السياحي وجعلها أكثر مرونة لتحفيز الاستثمارات السياحية). رسالة إلى الأمير سلطان بن سلمان: لا أحد ينكر جهود الهيئة الكبيرة، ولكنها في حاجة أيضاً إلى وقفة تصحيحية، لكي تحقق تطلعات سموكم في أن تكون شريكاً أساسياً في التنمية، باستقطاب الاستثمارات، التي ستعود في النهاية بالخير على الوطن والمواطنين.