جدة – نعيم تميم الحكيم بيت الخبرة البيئية: طالبنا وزارة الحج بتشجيع أصحاب المخيمات للمشاركة في الإصحاح البيئي. أصحاب المخيمات: تشغيل الضواغط ليس مسؤوليتنا.. وبعضها غير صالح للاستعمال. أمانة العاصمة: المطوفون مسؤولون عن نظافة مخيماتهم.. واستعنا ب500 طالب لتشغيل الضواغط. كشفت دراسة حديثة أجراها بيت الخبرة البيئية للدراسات والاستشارات التابع لوكالة الأعمال والإبداع المعرفي بجامعة أم القرى، عن ارتفاع مستوى نظافة مشعر منى حج هذا العام بنسبة 43.8٪ مقارنة بموسم حج 1432ه. وأظهرت الدراسة أن نسبة ٪83.7 من أصحاب مخيمات الحجاج لم يتعاونوا مع إدارة النظافة في تشغيل الصناديق الضاغطة في مخيماتهم، ما أسهم في عدم نظافة المخيمات وما حولها، الأمر الذي أثر سلباً في مستوى الإصحاح البيئي. وأوضحت الدراسة التي تنفرد «الشرق» بنشرها، أن الطاقة التخزينية للنفايات في مشعر منى تقدر بحوالي 12500 طن تقريباً خلال أوقات الذروة، إلا أن سوء تشغيل الصناديق الضاغطة من قِبل مخيمات الحجاج أدى إلى عدم الاستفادة منها بالصورة المثلى في الأعوام السابقة، حيث قدرت نسبة الاستفادة من الصناديق الضاغطة في موسم حج 1432ه بحوالي ٪48.2، لذلك فقد حرصت الإدارة العامة للنظافة في هذا الموسم على الاستفادة المثلى من الطاقة التخزينية للنفايات في أوقات الذروة في مشعر منى للتقليل من حجم النفايات المتراكمة، مبيناً أن حجم النفايات الناتجة في مشعر منى خلال أربعة أيام تساوي سبعة عشر طناً. وأوضح نائب مجلس إدارة بيت الخبرة البيئية والمدير التنفيذي للمشروع الأستاذ المشارك في قسم البحوث البيئية والصحية في معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج الدكتور بسام مشاط، أن نسبة النفايات غير المجمعة أثناء أوقات الذروة في بعض النقاط الحرجة في مشعر منى، المتمثلة في منطقة مسجد الخيف وشارع سوق العرب وشارع الجوهرة، كانت أقل من المواسم السابقة مقارنة بموسم حج 1431ه بنسبة ٪59.5 وحوالي ٪43.8 عن موسم حج 1432ه. وأمام عدم تعاون مؤسسات الطوافة وأصحاب مخيمات حجاج الداخل، لجأت أمانة العاصمة المقدسة إلى 500 طالب جامعي من الوافدين الذين يدرسون في ثلاث جامعات هي أم القرى والجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة وجامعة الإمام محمد بن سعود، لتشغيل الصناديق الضاغطة ومراقبة تراكم النفايات مقابل أجر مادي. الطاقة التخزينية د. بسام مشاط وتوصل فريق الباحثين وفق الدكتور بسام مشاط لبعض الأفكار التطبيقية التي تساعد على زيادة نسبة الطاقة التخزينية للنفايات في مشعر منى، التي قد تصل ما بين 3000 – 6000 طن تقريباً، بالإضافة إلى اقتراح بعض التصورات للتقليل من حجم النفايات المتولدة في مخيمات الحجاج، وزيادة عدد عمال النظافة في الطرقات المجاورة للمخيمات، دون الحاجة لإضافة نفقاتهم على ميزانية نظافة المشاعر. وأفاد مشاط أن الدراسة جرت بناء على طلب من أمانة العاصمة المقدسة لدراسة جودة أداء الصناديق الضاغطة والمخازن الأرضية في مشعر منى، حيث يعدّ التخزين المؤقت للنفايات هو إحدى الاستراتيجيات المهمة التي وضعتها أمانة العاصمة المقدسة في خطة أعمال نظافة مشعر منى منذ سنوات، خصوصاً أن تدني مستوى النظافة يعدّ إحدى السلبيات التي تتكرر كل عام. ولفت نائب مجلس إدارة بيت الخبرة إلى أنه شارك في إنجاز المشروع عشرة استشاريين من مختلف التخصصات البيئية والهندسية (التصاميم العمرانية والميكانيكية والبرمجيات) وإدارة النفايات ونظم المعلومات الجغرافية والإحصاء، بالإضافة إلى مشاركة 500 طالب جامعي. وشدد الدكتور مشاط على أنه لإنجاح أعمال النظافة في المشاعر المقدسة يجب أن يكون هناك تعاون مشترك بين مؤسسات الطوافة ومؤسسات حجاج الداخل مع الإدارة العامة للنظافة، حيث يلاحظ في هذا الموسم أن نسبة ٪83.7 من أصحاب مخيمات الحجاج لم يتعاونوا مع إدارة النظافة في تشغيل الصناديق الضاغطة في مخيماتهم، لذلك نرى من الأهمية مشاركة وزارة الحج في تشجيع مؤسسات الطوافة ومؤسسات حجاج الداخل وإخضاعهم لدورات تدريبية لإدارة النفايات داخل المخيمات والتقليل من حجم النفايات المتولدة. دورات تدريبية عبدالواحد برهان سيف الدين وأشار مشاط إلى أنه تم عمل دورة تدريبية لتشغيل الصناديق الضاغطة في المشاعر لم يحضرها إلا عدد قليل جداً من المطوفين وأصحاب الحملات لا تتجاوز 16% من إجمالي أصحاب المخيمات البالغ عددهم 800 مخيم منتشرين في مشعري منى ومزدلفة. وتبرأت مؤسسات الطوافة وأصحاب حملات حجاج الداخل من نتائج الدراسة، نافين عن أنفسهم تهمة القصور في المساهمة في نظافة المشاعر، مشيرين إلى أن تشغيل الصناديق الضاغطة ليس من مهمتهم، واتهموا الأمانة بضعف صيانة الصناديق الضاغطة، مؤكدين أن كثيراً منها لا تعمل أو تصاب بالعطب أثناء موسم الحج. وأكد رئيس الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف المطوف عبدالواحد برهان سيف الدين، أن تشغيل الضواغط ونقل النفايات لها ليس من مهمات مؤسسات الطوافة والمطوفين، مشيراً إلى أنها مسؤولية الأمانة والشركة التي تعاقدت معها. ونفى التهمة الموجهة للمطوفين بعدم التجاوب قائلاً «هذا الكلام غير صحيح»، موجهاً اللوم للأمانة كون الضواغط غير كافية ولا تشغل إلا في اليوم العاشر من ذي الحجة أول أيام منى، وطاقتها الاستيعابية لا تكفى. وأضاف «يجب أن تعترف الأمانة بالقصور وتسعى للحل بدلاً من توجيه اللوم للمطوفين». وأبدى سيف الدين بعض الملاحظات تجاه نتائج الدراسة، مشيراً إلى أن مستوى النظافة كان في منى هذا العام دون المأمول، خصوصاً في ربوة الأفارقة. وزاد «نحن لسنا بحاجة لكثرة دراسات بقدر حاجتنا لحلول عملية تقضي على تكدس النفايات في المشعر»، واستدل سيف الدين بأحد الحلول التي طرحت من قِبل الأمانة حول إنشاء مربع من الزنك ورمي النفايات فيه في مشعر عرفات، متساءلاً: أين المكان الذي يمكن أن نخصصه للنفايات؟ مؤكداً أن معظم الحلول المطروحة اجتهادية وليست عملية. وطالب سيف الدين الأمانة بالبحث عن حلول عملية أكثر جدوى من تحميل الآخرين تردي نظافة منى والمشاعر، ونفى سيف الدين عمله بالدورة التي نظمتها الأمانة للمطوفين للتعلم على طريقة تشغيل الضواغط. دور المطوفين وليد عزيز الرحمن بيد أن رئيس المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج جنوب شرق آسيا، أقر بإقامة ورشة عمل لتدريب مندوبي المخيمات على استخدام الصناديق الضاغطة في المشعر، من خلال احتضان مؤسستهم هذه الورشة. لكن سدايو اتفق مع سيف الدين في أن كثير من الضواغط لا تعمل في الموسم أو تكون مملوءة ولا يمكن وضع مزيد من النفايات فيها. وأضاف سدايو «عندما لا نجد الضاغط يعمل فإننا أمام خيار واحد هو وضع النفايات أمام الضاغط»، مبيناً أنه في كل عام تتكرر الشكوى من الضواغط بسبب قلة عددها وتعطلها الدائم وعدم وجود صيانة أو متابعة من قِبل الفنيين لها في موسم الحج. وطالب سدايو القائمين على الدراسة بعدم رمي التهم على الآخرين بقدر البحث عن حلول تُسهم في نظافة المشاعر، مشدداً على أن مؤسسات الطوافة حاولت التفكير بعدة حلول للمساهمة في المحافظة على البيئة نظيفة خلال موسم الحج. وأكد المطوف وليد عزيز الرحمن أن الأمانة غير متعاونة في النظافة بدليل قلة الضواغط وضعف صيانتها وعدم استجابتهم لإصلاحها إذا حدث أي عطل، مستدلاً بحادثة حصلت هذا الموسم عندما تعطل الصندوق واتصل على الأمانة وتأخر الفني ولم يصل إلا بعد يومين. ونفى عزيز الرحمن علمه بوجود دورة تدريبية على عمل الصناديق الضاغطة، مشدداً على أن أصحاب المخيمات حريصون على تسليم مواقعهم نظيفة وبشكل مثالي. وأضاف «أمانة العاصمة إذا وجدت أي قصور فإنها تغرم أصحاب المخيمات فكيف تحملنا المسؤولية والنظافة مهمتها؟». واتفق أصحاب حملات حجاج الداخل مع مؤسسات الطوافة على أن تشغيل الضواغط ليس مهمتهم وأن الأمانة والشركة المشغلة هي التي يجب أن تقوم بهذا العمل من خلال تأمين ضواغط كافية ومناسبة وجديدة. وقال رئيس إحدى حملات حجاج الداخل سعد القرشي، «دعينا لدورات تدريبية لتشغيل الضواغط لكن المشكلة أن هذه الضواغط لا تعمل، وبالتالي يضطر صاحب المخيم لوضع النفايات أمام الضاغط. وشدد القرشي على أن مهمة تشغيل الضواغط ليست منوطة بأصحاب المخيمات وإنما تقع على كاهل الأمانة. اعتراف الأمانة وأقر مدير عام النظافة في أمانة العاصمة المقدسة المهندس محمد المورقي، بأن تشغيل الضواغط ليس من مسؤولية أصحاب المخيمات، لكنه أشار في الوقت نفسه لضرورة تعاون الجميع لرفع مستوى النظافة، وبالتالي تحسن الواقع البيئي للمشاعر. وأضاف المورقي «لجأنا إلى التعاقد مع 500 طالب وافد لتشغيل الصناديق، وذلك لتسهيل المهمة على أصحاب المخيمات، لكن هناك سوء في استخدام هذه الضواغط من قِبل بعض العاملين في هذه المخيمات، ما أسهم في تعطلها وقت الذروة». وأكد المورقي على دعوة جميع أصحاب المخيمات لإرسال مندوبين للتعلم على طريقة تشغيل الصناديق، بيد أن المشكلة الأكبر التي عانوا منها هي أن كثيراً ممن يحضرون الدورات ليسوا معنيين بتشغيل الضواغط، ما يجعل الفائدة معدومة من حضورهم، وأضاف «كان من المفترض عدم إرسال إلا من كان له علاقة بتشغيل الضواغط». واعترف المورقي بقلة عدد الصنايق قياساً بأعداد المخيمات، كاشفاً عن مشروع جديد سيرى النور العام المقبل بالتوسع في عدد الصناديق الضاغطة من خلال تأمين 150 صندوقاً إضافياً جديداً تصل طاقته الاستيعابية عشرة أطنان، ونفى في الوقت نفسه ضعف الصيانة للصناديق الموجودة، مشيراً إلى أن سوء الاستخدام سبب توقفها عن العمل. ودعا المورقي أصحاب المخيمات ووزارة الحج للنظر في الدراسة والجلوس على طاولة واحدة لرفع مستوى النظافة والإصحاح البيئي في المشاعر. ورحبت وزارة الحج بمثل هذه الدراسات مطالبة أصحاب المخيمات بالتعاون مع الأمانة لبيئة نظيفة تعكس صورة الإسلام الحضارية من المشاعر المقدسة. دعوة لتعميم نموذج الإمارات «مخيم بلا نفايات» .. والمطوفون يحتجون بضيق المساحات محمد المورقي قدم المخيم الإماراتي نموذجاً يُحتذى به في الحفاظ على نظافة البيئة في المشاعر من خلال إطلاق حملة «مخيم بلا نفايات». وذكرت الدراسة أن ستة آلاف حاج إماراتي لم يخلفوا خلال وجودهم في المخيم عود كبريت بفكرة بسيطة جداً تقوم على غسيل الأكواب والأواني وإعادة استخدامها دون رميها كما يحدث مع نظيرتها البلاستيكية، بالإضافة لشرب الماء من خلال ثلاجات الماء الباردة وعدم استخدام القوارير البلاستيكية الصغيرة. ودعت الدراسة لضرورة تعميم تجربة المخيم الإماراتي على كل مخيمات الحجاج في الأعوام المقبلة، وهو ما ووجه باعتراض من قِبل أصحاب المخيمات في وقت رحبت الأمانة على لسان مدير النظافة المهندس محمد المورقي، بالتعاون لتعميم التجربة لبيئة أفضل في المشاعر. وذكر رئيس الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف المطوف عبدالواحد برهان سيف الدين، أن ضيق المساحات وعدم وجود أماكن مجهزة لغسيل الأواني يقف حجر عثرة في طريق تنفيذ المشروع، إضافة لعدم وعي شرائح كبيرة من الحجاج بأهمية المحافظة على نظافة البيئة. واتفق رئيس المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج جنوب شرق آسيا زهير سدايو، مع رأي سيف الدين، مشيراً إلى أن الإمكانات في المخيمات لا تسمح باستخدام هذه الطرق، وقال «حاولنا تخفيف كمية النفايات بجلب وجبات معلبة وجاهزة لكن وجدنا صعوبة في نقلها للمخيمات». ورأى صاحب مخيمات حجاج الداخل سعد القرشي، أن غسيل الصحون والملاعق في بيئة غير مملوءة بالميكروبات كمشعر منى يعرّض الحجاج للإصابة بالأمراض، مفضلاً استخدام الصحون والملاعق البلاستيكية التي تستخدم مرة واحدة فقط. إحصائيات من دراسة نظافة مشعر منى