مساء السبت الماضي تسمر السعوديون كعادتهم أما شاشات التلفاز انتظاراً لثامنة داوود بعد غيبة طويلة وانتظاراً لما في جعبة داوود من جديد خصوصاً أنهم عرفوا أنه عاد من الحج! ولكن انتظارهم طال وتفاجأوا بقناة إم بي سي تعرض عملاً فنيا بديلاً لا يمت بصلة من قريب ولا من بعيد للثامنة، فتطايرت الأقاويل ووضع المشاهدون أيديهم على قلوبهم: عسى المانع يكون خيراً!. وأتت التأويلات الأولى من سريعي البديهة أصحاب التحليلات المعتادة: “قلنا لكم بيوقفونه”! لكن التساؤلات لم تطل وإلا وجد المتوترون ألف قصة وقصة ليكتبونها عن هذا الغياب عندما فاجأتنا الصحف في الصباح التالي أن غياب الثامنة كان بسبب إصابة داوود بأنفلونزا حادة بعد عودته من أداء فريضة الحج، وكلنا يعرف إنهاك أنفلونزا الحج. الوحيدون الذين استبشروا بغياب الثامنة ليليتها هم المسؤولون الذين يعرفون أنهم متقاعسون، أو الذين ليسوا قادرين على أداء أعمالهم على أكمل وجه لاعتبارات هم يصنعونها لأنفسهم، إذا لم يؤمن المسؤول أنه وُضع لخدمة الناس وعرف حقيقة كيف تؤدى هذه الخدمة دون رؤى ناقصة فإنه سيكون بمنأى عن سياط الثامنة. عوداً حميداً أستاذ داوود ونحن في انتظار جديدك وأنت الذي أيقظت قضايا حساسة ومهمة في جسد الوطن كانت بحاجة إلى كثير من الجرأة والاجتهاد في العمل الإعلامي لتلمس مواطن الخلل التي لا يخلو منها وطن، البرستيج الذي وضع فيه بعض المسؤولين أنفسهم ما أنزل الله به من سلطان.