حكومة رجب طيب أردوغان التركية قررت إطلاق مشروع التعليم الرقمي في تركيا بحيث سيكون لدى كل طالب (آي باد) مع تركيب 260 ألف لوح ذكي في الفصول، وكل ذلك بتكلفة تصل إلى نحو سبعة مليارات دولار. قرأت هذا الخبر وأنا أتحسّر على وضع طلابنا الذين تشكو ظهورهم من ثقل (الشنطة) وعشرات الكتب التعليمية التي كان يمكن الاستغناء عنها بتزويد كل طالب بلوح (الآي باد) الذي يمكِّن الطالب مع السبورة الذكية من الاستغناء عن الكتب والمقررات الدراسية وحتي كراريس الواجبات المدرسية. ولست أرى مبررا لتأخر خطوة كهذه في حين أن بعض مدارس الجاليات الأجنبية بالمملكة قد بدأت تطبيق هذه الخطوة وبنجاح كبير. إن وزارة التربية والتعليم تصرف المليارات كل عام على آلاف المقررات الدراسية، كما يصرف ولاة أمور الطلاب بنين وبنات مبالغ كبيرة لتأمين كراسات المدارس والكراريس الأخرى في حين أن كل تلك المصروفات يمكن توفيرها سواء على خزينة الدولة أو الآباء بتطبيق التعليم الإلكتروني بواسطة (الآي باد) وحتي المقررات الدينية كالقرآن الكريم ومواد الحديث والفقه والتفسير، فإنها تتوافر على معظم أجهزة الحاسوبات العادية بما في ذلك الحاسوب الشخصي. أحسب أن على وزارة التربية والتعليم أن تعيد النظر في برامج التعليم الخاصة بمدارس بنينا وبناتنا ليتسنى لهم دخول عالم التعليم الرقمي وتخفيف الأعباء الحالية التي يعاني منها فلذات أكبادنا سواء في الكم الهائل من المقررات الدراسية أو الكراريس وغيرها من النفقات التي تتكبدها وزارة التربية والتعليم والآباء، التي يمكن أن تتوافر نتيجة لإدخال التعليم الرقمي إلى مدارسنا. خطوة كهذه ستشكل نقلة نوعية لنظام التعليم البدائي الذي يمارس في مدارسنا أتمنى من كل قلبي حدوثها اليوم قبل الغد.