تجري انتخابات مجالس المحافظات العراقية في نيسان المقبل، في وقت مازالت التحالفات السياسية تأخذ منحنيات قاسية لبلورة تحالفات جديدة لقوائم هذه الانتخابات التي تدخلها الكتل البرلمانية الحالية متفرقة وفي تحالفات تبدو لأول وهلة ما بين خصوم اليوم. وفي هذا الإطار، كشفت مصادر في القائمة العراقية من كتلة «وطنيون» أن أبرز تهديد يواجه القائمة وبالتحديد كتلة «وطنيون» التي يتزعمها رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، تتمثل في اعتزام رئيس مؤسسة الزمان الإعلامية سعد البزاز، الترشح في الدورة الانتخابية المقبلة لشغل منصب رئيس مجلس الوزراء، وبلورة كيانه البرلماني في انتخابات مجالس المحافظات المقبلة. وكشف المصدر عن أن رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، لن يدخل في قائمة واحدة مع رئيس القائمة العراقية إياد علاوي، في انتخابات مجالس المحافظات المقبلة، ورجحت المصادر «أن يتحالف النجيفي مع القياديين في القائمة العراقية رافع العيساوي وصالح المطلك في خوض انتخابات مجالس المحافظات المقبلة». من جانب آخر، كلف رئيس الحكومة نوري المالكي، كلاً من وزير التخطيط السابق علي بابان، والنائب عن ائتلاف دولة القانون حاجم الحسني، بإجراء اتصالات بالإنابة عنه مع عدد من القيادات السنّية العربية والوجهاء وشيوخ القبائل في محافظات الأنبار والموصل وصلاح الدين وديالى وكركوك، بهدف التعرف على آرائهم ومواقفهم بشأن تشكيل حكومة أغلبية سياسية بمعزل عن القائمة العراقية، واستكشاف مدى استعدادهم للمشاركة فيها ممثلين عن السنّة العرب. وأمضى بابان أيام عيد الأضحى في العاصمة الأردنية، وأشارت شخصيات عراقية مقيمة في عمان إلى أن المالكي فاتح بابان للعودة إلى حكومة الأغلبية التي يستعد لتأليفها قبل نهاية العام الحالي كوزير للمالية، وطلب منه الاتصال والتشاور مع شخصيات سنّية عربية مستقلة والسعي إلى إقناعها بالاشتراك في تلك الحكومة عند تشكيلها. ونسبت إلى بابان الذي تولى وزارة التخطيط في حكومة المالكي الأولى (2006 – 2010) أن المالكي كلف أيضاً حاجم الحسني بالاتصال مع عرب محافظتي كركوك وديالى وإطلاعهم على نية المالكي بتشكيل حكومة أغلبية سياسية يُسهم فيها ممثلون عن السنة العرب في المحافظتين، مؤكداً أن ائتلاف دولة القانون بات مجمعاً على إسناد وزارة الدفاع إلى الحسني عند الانتهاء من تشكيل تلك الحكومة.