عندما تسلم «المحنك» الأخضر الإبراهيمي مهام ملف «سوريا « وهو الملف الشائك في عام 2012 توقع مراقبون تحركا إيجابيا في منحنى تعقيدات ثورة سوريا واستبداد النظام كون الإبراهيمي الضليع بأمور المنطقة والخبير بتداعيات الدول العربية، لم تمض سوى أيام حتى ظهر الإحباط واضحا على خطاباته، بعد أن كان تواقا لأن يحول أرض سوريا التي امتلات بالرماد وجثث العباد إلى منطقة خضراء كما كانت. النظام السورى بإصراره على قتل الأبرياء رفض مقترح الإبراهيمي بالهدنة لوقف الحرب عملياً.. وبطبيعة الحال فإن «الطغاة» على مر التاريخ لا يقبلون بالحلول في المرة الأولى، لا بد أن يقبلوها في المرات القادمة، وذلك يعود إلى عقد «البارانويا» وهو مرض نفسي يسمى جنون العظمة والذي يعتقد المصاب به أنه يمتلك الذكاء الخارق.. وبعد أن درس «زبانية « النظام الهدنة المقترحة وجدوا أن لها عدة جوانب تساعدهم على مواصلة «طريق الدم» والمعارك ضد العزل والأبرياء وجيش حر لا يبتغي سوى الحرية. قبل النظام وزبانيته بالهدنة لتهدئة الضمير العربي المتكلم ووافقوا على المقترح لتوقيف الضمير العالمي المتصل الذي شجب واستنكر أعمال وسياسات النظام ووجدوا أنها فرصة كي يضعوا حقنة في أوردة الشاميين الأحرار كي يعلنوا بعدها تصعيد موجة القتل بعد العيد وانتهاك بنود الاتفاق. وهو ما حدث فما فتئت الهدنة أن تظهر للعيان حتى أوغل النظام في نثر الدماء وبطريقة وجد فيها هذه المرة طريقا من خلال الهدنة «للمبالغة» في القتل. الأدهى والأمر أن النظام السوري طلب «فتح مجال الرد» في حال معاودة الثوار لفتح النار وهي سياسة النظام المعتادة، فلديه الإعلام المأجور والمطبلين لقافلة «بشار» التي تطبل للشر وتنفخ الأبواق وهي ماضية نحو الجحيم الأخروي والدمار الدنيوي لأن تاريخ الطغاة عادة ما يحمل «النهاية المأساوية» ولا يجيد السير سوى على طرق النار المشتعلة وهذا التاريخ نفسه من سيتحول إلى عبرة زمانية ومكانية بمجرد انقشاع غمة «الظلم» ووضوح سماء «السلم» التي عاشتها الشام ويحق لها أن تعيش فيها بهدوء كما كانت لأن الشام ستظل أرض الأحرار التي تلفظ من ترابها النقي خبث الأشرار. خاتمة: الجمر الأحمر تحت الرماد تطفئه مياه الحرية وشلالات العدالة.