وافق النظام السوري على اقتراح المبعوث الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي لوقف إطلاق النار بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام خلال أيام عيد الأضحى. وبدا الإبراهيمي غير واثق من حصول هذه الهدنة أو صمودها، في حين قال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إنه لا توجد ضمانات لتنفيذ هذه الهدنة، وأعلن النظام السوري أمس أن قيادة جيشه ستوقف إطلاق النار اعتبارا من صباح اليوم. وفي حين فوجئ البعض بموافقة النظام على الهدنة المقترحة، رأى مراقبون للوضع السوري أنها ليست مفاجئة، فالنظام سبق أن وافق على كل المبادرات التي طرحت لحل الأزمة السورية، لكن دون أن يلتزم بها، واعتبروا أن الموافقة تأتي في ذات السياق كما وافق على المبادرة العربية، ومن ثم مبادرة كوفي عنان، وسيتذرع النظام بأن العصابات المسلحة خرقت الهدنة، في الوقت الذي ما زالت طائراته تقصف المدن السورية بكثافة عشية الهدنة المفترضة. ووافق قادة الجيش الحر على الهدنة دون أن ينفذ النظام أياً من الشروط التي وضعوها لقبولهم بها، التي كان أولها إطلاق سراح المعتقلين، وفك الحصار عن مدينة حمص، واعتبروا أن النظام سيحاول من خلال قبوله بالهدنة إعادة تجميع قواته المحاصرة في محافظتي حلب وإدلب، التي بدأت مفاوضات لأجل الاستسلام بعد نفاذ مخزون الطعام لديهم، وأن الأسد يريد الهدنة كمحاولة لتحسين وضع جيشه العسكري القتالي في هاتين المحافظتين، ووافق الثوار والجيش الحر على ذلك واضعين شرطا آخر بأن لا يحاول النظام استغلال فترة الهدنة لتحريك أي قوات عسكرية واحتفظوا بحق الرد بقوة على أي خرق لها. ومن الملاحظ أن اقتراح الهدنة رغم (بعدها الإنساني والأخلاقي والديني) أتى في وقت بدت فيه مهمة الإبراهيمي أنها تراوح مكانها، ولم يستطع المبعوث الدولي تسجيل أي اختراق لحل الأزمة، نظرا لصعوبة إيجاد مخرج سياسي لصراع يبدو أنه لن ينتهي إلا بهزيمة أحد الطرفين، وليس لأن الإبراهيمي لا يمتلك الخبرة والحنكة السياسية لتقديم الحلول. وبما أن النظام لم ينفذ أي شرط من شروط الجيش الحر التي سلمها للإبراهيمي قبل موعد وقف إطلاق النار فإن الهدنة قد لا تحصل، وقد لا يتوقف القتال في سوريا، ويبقى الأمل فقط في أن يتوقف لتكون هذه الهدنة بداية تسوية تضمن حقوق الشعب السوري، وحقن دمائه.