تناقلت صحف ومواقع إلكترونية أوروبية أخباراً عن وجود معسكرات لتدريب الجهاديين التونسيين من أجل الذهاب للقتال في سوريا أو مالي حيث تسيطر مجموعات مسلحة قريبة من تنظيم القاعدة على شمال البلاد. وبحسب هذه المواقع، فإن تونس تحتضن اثنين على الأقل من هذه المعسكرات، أحدها شمال تونس بالقرب من مدينة طبرقة الساحلية، والآخر في أقصى الجنوب بالقرب من الحدود التونسية مع كل من ليبيا والجزائر. ونقل أحد هذه المواقع كذلك عن دبلوماسي فرنسي لم يكشف عن اسمه قوله “أخبرنا السلطات التونسية عن هذه المعسكرات لكننا لم نتلقَّ أي رد إلى الآن”، مضيفاً “إن هذا يعني أن الانتقال الديمقراطي في تونس حاد بطريقة سيئة عن مساره، لكن أي دولة أوروبية لا تريد الاعتراف بذلك وتحمل المسؤولية”. وكتبت مجلة “ماريان” الفرنسية أنه في يونيو الماضي نقل الجيش الجزائري لنظيره التونسي معلومات تفيد بوجود كمية هائلة من الأسلحة مخبأة في صحراء تونس، وهو ما مكَّن السلطات التونسية أن تضع يدها بالفعل على مخزن السلاح هذا، وحسب مسؤول في الشرطة التونسية فإن “مقاتلين جهاديين ينتشرون في كل أرجاء تونس ويستعدون لإعلان الجهاد في حالة لم تتم إقامة دولة إسلامية في تونس بالطرق الشرعية والقانونية”. وانتقلت هذه الأخبار إلى داخل تونس عندما ذكرت صحيفة “التونسية” أن العشرات من العناصر “السلفية” يخضعون حالياً للتدريب على السلاح في المسالك الوعرة في منطقة سجنان من محافظة بنزرت الواقعة على بعد نحو 65 كيلومتراً شمال تونس العاصمة. وأوضحت الصحيفة نقلاً عن مصدر مسؤول، أن تلك العناصر السلفية “تعمل بالتنسيق مع خلية أخرى في منطقة وعرة في إحدى محافظات الشمال الغربي”، وأن “عددهم يترواح بين 250 و300 عنصر سلفي”. ويشار إلى أن بلدة سجنان التونسية استحوذت على اهتمام الرأي العام التونسي عقب تردد معلومات مفادها أن مجموعة سلفية أنشأت “إمارة إسلامية” هناك. وترفض حركة النهضة، التي تصادمت مع السلفيين في أكثر من مناسبة، أن تسمح بوجود هذه المعسكرات حتى لا يستخدم الأمر ضدها في الداخل، ولتحافظ على علاقاتها بالدول الغربية التي يحتاجها الاقتصاد التونسي. من جانبها، نفت وزارة الداخلية التونسية الأنباء التي ترددت حول وجود معسكرات لتدريب “سلفيين” على السلاح في بلدة سجنان.