ذكر شاهد عيان أمس أن عدداً من سكان مدينة كادوقلي فروا من عاصمة ولاية جنوب كردفان السودانية بعد تعرضها لقصف جديد تبناه متمردو الحركة الشعبية لتحرير السودان (شمال)، في العملية الثالثة من نوعها منذ مطلع الشهر. وقال الشاهد إن “خمس قنابل سقطت على المدينة أمس الأول خلال زيارة وفد رسمي من الخرطوم” بمناسبة عيد الأضحى، وأضاف “لم أر قتلى أو جرحى لكن معظم سكان كادوقلي غادروا المدينة”. واستهدفت القذائف المقر العام لوحدة في الجيش وقاعدة لسلاح المدفعية في كادوقلي بعد شن سلاح الجو غارات على قرى خاضعة لسيطرة المتمردين، بحسب ما أكد المتحدث باسم متمردي الفرع الشمالي للحركة الشعبية لتحرير السودان أرنو نغوتولو لودي. وصرح لودي “أخبرني أشخاص أن القصف بدأ صباح الجمعة” مستهدفا مناطق قريبة من كادوقلي وبلدة كودا الخاضعة لسيطرة المتمردين، وتابع “كان ردنا قصف كادوقلي” حيث وصل وفد من وزارة الدفاع لأداء صلاة عيد الأضحى، وتعذر الاتصال بالمتحدث باسم الجيش السوداني على الفور. وكان الجيش السوداني أعلن الثلاثاء الماضي أن قصف متمردي الحركة الشعبية شمال السودان لكادوقلي أدى إلى مقتل طفلين على الأقل وجرح ثمانية أشخاص، من جهته أكد الجيش الشعبي لتحرير السودان-شمال أنه قصف قاعدة لسلاح المدفعية التابع للجيش النظامي وقتل جنودا. وأفادت الأممالمتحدة عن مقتل طفل على الأقل بعد سقوط عدد من القذائف قرب مباني اليونيسيف. وأكد المتمردون أنهم ردوا على غارات جوية نفذها الجيش على قرى في جنوب كردفان الولاية المتاخمة لجنوب السودان وتشهد معارك منذ يونيو 2011. وتتهم الخرطومجوبا بدعم المتمردين، الأمر الذي تنفيه عاصمة جنوب السودان. وتحول التوتر بين السودان وجنوب السودان بين مارس ومايو الفائتين إلى معارك بين جيشيهما على الحدود هي الأكثر حدة منذ انقسام السودان في يوليو 2011. وعاد متمردو الحركة الشعبية لتحرير السودان (شمال) إلى حمل السلاح ضد الخرطوم بعد أن قاتلوا إلى جانب السودانيين الجنوبيين في حرب أهلية استمرت أكثر من عقدين وانتهت باتفاق سلام عام 2005 واستقلال جنوب السودان عام 2011.