قُتل طفلان وأصيب ثمانية مواطنين آخرين في قصف متمردي «الحركة الشعبية - الشمال» لمدينة كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان المتاخمة لجنوب السودان، بينما أعلنت الخرطوم استعدادها لاستئناف المحادثات مع المتمردين، لكنها رهنت ذلك ب «فك الارتباط الكامل بين دولة الجنوب وحملة السلاح». وقال شهود ل «الحياة» هاتفياً من كادوقلي إن القصف بالصواريخ بدأ في التاسعة صباحاً بالتوقيت المحلي واستهدف وسط المدينة ومحيط السوق الرئيسية. وذكروا أن 14 صاروخاً سقط وسط الأحياء السكنية ما أدى إلى إثارة هلع السكان الذين شرع بعضهم في مغادرة منازلهم للخروج من المدينة لكن السلطات اقنعتهم بالبقاء. وكشف مواطن فضّل حجب هويته أن حاكم ولاية جنوب كردفان أحمد هارون الذي وصل من الخرطوم جواً، تجوّل في بعض مناطق كادوقلي، وسقطت قذيفة في طريقه وهو يتجه إلى المستشفى العسكري لتفقد الجرحى لكنه لم يصب بأذى وواصل موكبه سيره بعد دقائق من ارتطام القذيفة بالأرض وإحداثها دوياً وغباراً كثيفاً. وقال الناطق باسم الجيش العقيد الصوارمي خالد سعد إن مجموعة من متمردي «الحركة الشعبية» قصفت محطات أم شعران والأحيمر والرصيرص وهي نقاط تأمينية تقع في خارج كادوقلي، كما قصفت بعض الأحياء السكنية في عاصمة الولاية، ما أدى إلى مقتل طفلين وإصابة 8 مواطنين. وتابع أن «الجيش السوداني تصدى لهجوم الحركة الشعبية الذي هدفت به إلى رفع الروح المعنوية لمنسوبيها». وأكد أن القوات المسلحة قادرة على حسم هذه الأفعال «التي لن تؤثر على أمن الولاية واستقرارها ». وأضاف أن الجيش شن عملية «تطهير» في المناطق التي يوجد بها متمردون خارج كادوقلي قبل بضعة أيام، مشيراً إلى أن القصف كان من مسافة تبعد أكثر من 12 كيلومتراً. واعترف المتحدث باسم المتمردين ارنو لودي أنهم قصفوا كادوقلي بعدما تعرضوا لنيران المدفعية من جانب القوات الحكومية. وقال في بيان: «الحكومة وقواتنا تتبادلان القصف منذ الصباح. إنهم يقصفون قواتنا المتمركزة خارج كادوقلي من داخل البلدة ونحن نرد النار دفاعاً عن النفس». وكان المتمردون قصفوا في الثامن من الشهر الجاري مدينة كادوقلي، ما أدى إلى مقتل 7 أشخاص واصابة 22 آخرين. وفي الخرطوم جدّد المكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم حرصه على الأمن والاستقرار في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق المضطربتين، وأكد ثقته ودعمه للوفد الحكومي المفاوض في شأن المنطقتين. وقال مساعد الرئيس ونائبه في الحزب الحاكم نافع علي نافع إن «توجيهات صدرت إلى الوفد الحكومي بالاستجابة لاستئناف التفاوض متى ما دعت الوساطة الافريقية لذلك وأظهر الفريق المفاوض للطرف الآخر استعداده للتفاوض». لكنه شدّد على ضرورة «فك الارتباط الكامل» بين دولة الجنوب وحملة السلاح في الولايتين. وكانت الخرطوم وجوبا اتفقتا أخيراً في العاصمة الإثيوبية أديس ابابا على فك الارتباط بين الجيش الجنوبي ومتمردي «الحركة الشعبية - شمال». وسيعقد مجلس السلم والأمن الأفريقي اجتماعاً اليوم الأربعاء في أديس أبابا لمناقشة اتفاق التعاون بين دولتي السودان وجنوب السودان وأثره على الوضع في البلدين.