اعلنت الحركة الشعبية شمال السودان في ولاية جنوب كردفان الثلاثاء ان القصف الذي قامت به الاثنين لعاصمة هذه الولاية كادقلي كان “دفاعا عن النفس” متهمة قوات الخرطوم ب”الاستفزاز”. وقال ارنو لودي المتحدث باسم المتمردين من نيروبي “انهم يستفزوننا” مضيفا “الانشطة العسكرية الاخيرة للحركة الشعبية شمال السودان هي دفاع عن النفس في مواجهة الحملة الصيفية لقوات المؤتمر الوطني” (الحزب الحاكم في السودان ). واشار لودي الى ان قصف الاثنين بالمدفعية جاء ردا على قصف الخرطوم لمواقع الحركة بالطائرات موضحا ان “القصف لا يزال متواصلا حتى الثلاثاء”. ولم يتسن الحصول على تعليق من المتحدث باسم الجيش السوداني حول استمرار القصف حتى الثلاثاء. ووصفت الاممالمتحدة هجوم الاثنين بانه “مستهجن ويشكل انتهاكا للقانون الدولي” واوضحت ان احدى القذائف سقطت قرب مقر صندوق الاممالمتحدة للطفولة (اليونيسيف). وكانت اذاعة ام درمان الرسمية افادت ان خمسة اشخاص قتلوا وجرح 23 آخرون من جراء قصف الاثنين لكادقلي لكن المتحدث باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد اكد ان شخصا واحدا قتل وجرح ثلاثة اخرون. واضاف المتحدث باسم المتمردين في ولاية جنوب كردفان “لقد استهدفنا العسكريين ومعسكراتهم بما في ذلك معسكر الدفاع الشعبي (قوة شبه نظامية) الذي يقع قرب مقر اليونيسيف”، مؤكدا انهم “نصبوا كمينا” للقوات الحكومية الاثنين. وتزامن القصف على كادقلي الاثنين مع اجتماع كان يعقده الحزب الحاكم مع احزاب اخرى تحت اسم “ملتقى كادقلي التشاوري” للبحث عن حل للحرب في جنوب كردفان ، واتهم المتحدث باسم الجيش السوداني المتمردين بانهم يريدون افشال اجتماع كادقلي . وكان القتال اندلع بين الحكومة والمتمردين في جنوب كردفان في يونيو من العام الماضي، وبقيت كادقلي تحت سيطرة القوات الحكومية. وكان سكان ولاية جنوب كردفان الاصليين قاتلوا الي جانب قوات جنوب السودان خلال الحرب الاهلية بين شمال السودان وجنوبه، والتي استمرت 22 عاما وانتهت بتوقيع اتفاق سلام عام 2005 والذي بموجبه اصبح جنوب السودان دولة مستقلة. وجاء الهجوم بعد ان وقع السودان وجنوب السودان نهاية الشهر الماضي اتفاقا امنيا وللتعاون بين البلدين بهدف انهاء النزاع بين الجانبين. واندلع قتال بين الجارتين في مارس وابريل الماضيين على طول الحدود بينهما ما جعل مجلس الامن الدولي يصدر القرار رقم 2046 ليطالب بالوقف الفوري للاعمال العدائية وحل القضايا العالقة عبر التفاوض. ونص الاتفاق بين الدولتين على انشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح بعرض عشرة كلم على كل جانب على طول الحدود التي تمتد لحوالي الفي كلم. ويتوقع للمنطقة العازلة ان توقف الدعم عن متمردي الحركة الشعبية شمال السودان في ولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان اللتين تقاتل فيهما الحكومة السودانية. (ا ف ب) | الخرطوم