تخيلوا لو كان هناك حسن تدبير: كم مائة ألف من هؤلاء المليون سيقضون إجازتهم في الشرقية التي أصبحت ممراً للخليجيين والسعوديين ليذهبوا إلى دبي والبحرين وقطر؟ الترفيه الحقيقي الوحيد الذي كان في الشرقية ويستحق أن تُشد إليه الرحال كان قرية الخليج التي باعتها شركة الفنادق قبل سنوات إلى مستثمر حولها إلى شيء آخر في الهاف مون المسماة بالشاليهات وبأسعار فلكية. سياحياً نحن نتراجع ولا نتقدم إلا في أطروحات هيئة السياحة التي حولت السياحة إلى ظاهرة صوتية، السياحة لا تأتي من تزوير الصور في الإعلانات والأرقام في الصحافة والتغني بها وإلا بالله عليكم من يفكر في قضاء إجازته في بعض المناطق، أفهم أن الشرقية تُقصد لبحرها وجيرانها، وجدة لمطاعمها ومقاهيها وأسواقها ومجتمعها المنفتح، الرياض لأسواقها وبهائها العمراني مقارنة ببقية أجزاء المملكة أما ما عدا ذلك فهو أضغاث أحلام. أبها بلطف جوها كانت مقصد سياحة الملتزمين من السعوديين والخليجيين. السياحة عمل شاق وجهد مضن ومنشآت خلابة ليست المسألة مجرد توزيع كلام وصور، هيئة السياحة بهيكلها الحالي لا تستطيع أن تُقنع السعوديين في البقاء ببلدهم في الإجازات ما لم تبدأ بمغازلة تجار المملكة بإقامة الفنادق الفخمة والشاليهات النظيفة والأسواق الجذابة وتسهيل الصعاب أمامهم مهما كانت وتدعمها الدولة بما أوتيت من قوة لتحقيق هذه الأحلام السياحية إلى حقيقة، ماعدا هذا فكل ما لدينا هيئة سياحة ومواطنون أكثر ما يشغلهم أي جهة خارجية سيسافرون لها في إجازتهم المقبلة.