جدة – عبدالعزيز الخزام زيد الفضيل: الاستشراق انتهى دوره.. وفرع الجمعية «أخطأ». أكد الباحث الفرنسي فيليب بتريات، في تصريح خاص ل«الشرق»، أنه مؤرخ وليس مستشرقاً كما وصفه فرع جمعية الثقافة والفنون في جدة في خبر إعلان إقامة محاضرة له الأربعاء 22 من ذي الحجة الحالي. وقال بتريات «مجالي هو التاريخ وليس الاستشراق»، موضحاً «أنا مؤرخ فحسب. مثلي مثل أي مؤرخ متخصص في أي جانب من جوانب التاريخ». كما نفى أن يكون قد حصل على درجة الدكتوراة، وفق الخبر المعلن من قِبل فرع الجمعية، مؤكداً أنه أتم كتابة الأطروحة بالفعل، لكنه لم يناقشها بعد، متوقعاً أن يتم ذلك في حدود عام على الأكثر. وكان فرع الجمعية أعلن مؤخراً عن تنظيم محاضرة سيقدمها الباحث الفرنسي، تتناول تاريخ وجود الجاليات الأوروبية في جدة منذ عام 1900م، لكنه وصف بتريات بأنه واحد من المستشرقين الحديثين، وأنه حاصل على شهادة الدكتوراة من جامعة السوربون في فرنسا عام 2010م عن رسالته الجامعية التي تناولت «العائلات التجارية الكبيرة في مدينة جدة في مائة عام (1850م إلى 1950م)». وقال الباحث التاريخي الدكتور زيد الفضيل، ل«الشرق»، إن وصف فرع الجمعية الفرنسي فيليب بتريات بأنه مستشرق يعدّ «خطأ فادحاً»، نظراً لأن دور الاستشراق انتهى في الوقت الحالي، موضحاً أن هذا المفهوم ارتبط في وقت سابق بالعهد الاستعماري القديم، حيث كان المستعمرون يرسلون متخصصين لإجراء إحصاءات تفيد الاحتلال، «وهو ما لم يعد موجوداً اليوم». وأكد الفضيل أنه يعرف الباحث الفرنسي، وله علاقة ما به «الأمر الذي يمكنني من نفي صفة المستشرق عنه»، مؤكداً أنه لايزال يعمل على إنجاز أطروحة الدكتوراة، وأنه لم يحصل عليها بعد. وأبدى فيليب بتريات سعادته بتقديم محاضرة تتناول تاريخ وجود الجاليات الأوروبية في جدة منذ عام 1900م، وقال إنه يتردد على جدة منذ ثلاث سنوات، وأنه وجد أجواء ثقافية رائعة في هذه المدينة «تحتل مكانة خاصة في وجداني». وحول أطروحته لدرجة الدكتوراة، التي تتناول «العائلات التجارية الكبيرة في مدينة جدة خلال مائة عام»، قال بتريات «وجدت مساعدة كبيرة من العائلات التجارية الموجودة هنا، لقد ساعدتني كثيراً في البحث، وقدمت لي ما لديها من وثائق. لقد وجدت أناساً مهتمين بتاريخ مدينتهم. وأستطيع القول إن الجو ممتاز هنا في البحث». وحول الصعوبات التي واجهته في سبيل إنجاز هذا البحث، قال «هناك شيء واحد فقط واجهت صعوبة فيه، وهو الحصول على الفيزا (تأشيرة الدخول). لكنني وجدت مساعدة كبيرة من قِبل مركز الملك فيصل في الرياض، الذين ذللوا هذا العائق، وساعدوني في الدخول إلى المملكة أكثر من مرة»، موضحاً أن مركز الملك فيصل للبحوث في الرياض «مركز بحث جدي، استفدت من إمكاناته الكبيرة، ويجب عليّ قول هذا الأمر». وبخصوص مراكز الأبحاث الموجودة في جدة، ومدى استفادته منها، قال بتريات «الحقيقة أنني لم أتعامل مع أيٍّ من هذه المراكز. لديّ علاقات مع بعض أساتذة الجامعة، لكن ليس لديّ أي علاقات مع جامعة الملك عبدالعزيز».