«لبَّيْك يا ربَّ الحطيم وزمزمِ يشدو بها قلبي وتعبقُ في فمي رباه جئتُكَ والدُّعاءُ سقايتي يروي شراييني ويغسل أعظمي» اليوم تكسو منى ألوية البياض..!! وغدا ملايين من المؤمنين يتوافدون ليقفوا في عرصات عرفات ملبين مهللين مكبرين، يا لقدسية الزمان والمكان! ورب راض غير غضبان! يا له من موقف يعجز عن وصفه البيان! فأي قلم سيصف الموقف وأي لسان؟! يارب جاءوك من كل فج! ركبوا السحاب ومخروا العباب وطووا الأمصار والأنجاد والهضاب! أعراق ولغات وبلدان! إله واحد وهدف واحد ولباس واحد وكلمة واحدة! «ربَّاه جئتكَ طائعاً مستنجداً تكْوي حشاشاتي مراراتُ النَّدمْ جاوزتُ في درب الخطيئات المدى وغرقتُ في لُججِ الندامة والألم»* أكف وحناجر دموع.. تضرع وخضوع.. ندم وتوبة.. كُرب وطُلَب.. وجيب ونشيج وأنين.. استغفار وإلحاح.. مناجاة واختلاء.. برب الأرض والسماء تذلل وانكسار.. للواحد القهار نفرة ودفع ثج وعج اللهم اغفر.. اللهم تجاوز وارحم .. اللهم أعدهم من ذنوبهم عرايا.. ومن بلدك غير خزايا الأبيات الواردة في المقال: من قصيدة «الحج» للشاعر السعودي أحمد سالم باعطب.