هو شهاب الدين السهروردي يحيى بن حبش، يشابه في الاسم شهاب الدين السهروردي عمر الصوفي المعروف، يحدث خلط بينهما فيطلق عليه تمييزا (المقتول) لأنه مات مقتولا بأمر من صلاح الدين الأيوبي لولده الظاهر في مدينة حلب فقتله خنقا بتهمة الإلحاد والزندقة. قال ابن خلكان: كان من علماء عصره وقرأ الحكمة وأصول الفقه على الشيخ مجد الدين الجيلي بأذربيجان والجيلي من شيوخ فخر الإسلام الرازي. وقال ابن أبي أصيبعة في كتاب طبقات الأطباء: كان السهروردي المذكور أوحد أهل زمانه في العلوم الحكمية، جامعا للفنون الفلسفية بارعا في الأصول الفقهية، مفرط الذكاء فصيح العبارة وكان علمه أكثر من عقله. كان صوفي المشرب شافعي المذهب، تعمق في حكمة الفرس وفلسفة اليونان، أسس حكمته الإشراقية وسماها علم الأنوار، ويرى بأن العلم الذي حصل له كان بالذوق والكشف والفكر. روى بعض من سافر معه ولازمه خوارق وغرائب أشبه ما تكون بكرامات الأولياء قال ابن خلكان: قلت ويحكى عنه مثل هذا أشياء كثيرة والله أعلم بصحتها. ألف عددا من المؤلفات من أهمها التلويحات اللوحية العرشية، المشارع والمطارحات، المقاومات، وهياكل النور. إلا أن أكثر كتبه أهمية هو كتاب حكمة الإشراق تكلم فيه عن المنطق وعن الأنوار الإلهية وحقيقة النور ونور الأنوار وهو الله عز وجل وما يصدر عنه من عوالم، وتحدث عن مراتب الوجود وكيفية فعل الأنوار إلى غير ذلك. اتفق مع أرسطو في بعض آرائه، ولكنه نقد المنطق وأوضح أنه عاجز عن إضافة أي علم جديد. ومذهب السهروردي المقتول يدور حول النور. وله كلام وشعر في الإيمان والتوحيد ولعل رموزه وغموض عباراته ودقة الأمور التي خاضها كانت سبب اتهامه لاسيما إذا علمنا أن أهل حلب في ذلك الزمان كانوا على خلاف في أمره بين الإلحاد والزندقة وبين الولاية والتحقق وكان يلقب بالمؤيد بالملكوت. ومن أقواله: وحرام على الأجساد المظلمة أن تلج ملكوت السماوات، فوحد الله وأنت بتعظيمه ملآن واذكره وأنت من ملابس الأكوان عريان.