هل حدث أن عشت لحظات استغراب أمام انفتاحك الكبير تجاه شخص تعرفت عليه للتو لتشعر معه بالأمان والراحة وكأنك تعرفه منذ زمن بعيد؟ وهل حدث أن عشت لحظات نفور شديدة من شخص تراه لأول مرة ولم تعمل معه ولم يكن بينكما لقاء أو معرفة مسبقة ولا تشعر تجاهه بالأمان أو الراحة أو حتى التقبل؟ يحدث أحياناً أن نرتبط بأشخاص منذ الدقائق الأولى للقائهم أو التحدث معهم ويزداد هذا الارتباط مع التواصل اليومي معهم، حتى نشعر أن هذه العلاقة تجاوزت الزمن واختصرته، هذا النوع من العلاقات ليس وليداً للصدفة، بل هو نوع من الكيمياء والإشارات الجسدية نتألف معها ونعالجها بداخلنا بطريقة لا واعية تنتقل لبعضنا بعضاً عن طريق العواطف والمشاعر التي تشعرنا بالأمان مع هذا والاطمئنان لذاك وأحياناً النفور من شخص ما. تلك الإشارات ما هي إلا نتيجة ميل الشخص لمن يشبهه أو يشترك معه في شيء ما سواء أكان أفكاراً أو ذوقاً مشتركاً أو ميزة أو قيماً أو فكراً أو مشاعر، إذ تتطور هذه العلاقات الاجتماعية مع الأشخاص المتشابهين، الذين يكملون بعضهم، هذا مفتاح التواصل مع العقل الباطن ومفتاح التنافر مع العقل الباطن.. ولكن هل نحن بحاجة لانتظار هذه المشاعر حتى نتواصل ونتآلف مع الآخرين الذين لا نعرفهم ولم نرتبط بهم، خاصة وأننا نستطيع أن نخطط للتعامل مع الناس؟ هل نحن بحاجة إلى هذه الكيمياء التي تقودنا لاكتشاف الناس والتواصل معهم ونحن على وعي وتعليم عاليين؟ من يقود من؟؟