العراق تاريخياً كان أرض دماء، ومعارك، وتصفية حسابات، في فترات متقطعة كنا نسمع عن بعض جرائم صدام حسين في حق شعبه، وانتقلت لتصل إلى جيرانه، وتحوَّل الأمر إلى ثورة لم يتم إخمادها إلا بعد إعدام صدام. جاء الحكم بعباءة أمريكية وأخذ في ترديد عبارة الديمقراطية وتحقيق العدالة، والحرص على إرساء مفهوم حقيقي للوطنية بين العراقيين أنفسهم والاحترام الكامل لجيرانهم، لكن الكتابة على الورق سهلة جداً وتتحول إلى تنظير عندما لا تطبَّق، وهذا ما يفعله الأخوة في العراق مع سجناء سعوديين كان يفترض أن يتم العدل معهم، وعدم أخذهم بجرائم لم يرتكبوها، بحسب أحاديث هؤلاء المسجونين قبل إعدامهم. عندما نتحدث عن لغة العقل، فإنها تقول إن أي شخص مسجون لا يمكن أن يخرج وينفذ عملاً ويعود للسجن إلاَّ في حالتين الأولى هروبه، والثانية رغبة في توريطه أكثر من القابضين عليه، فعندها يتحوَّل الأمر إلى مسرحية كوميدية مثلما يحدث الآن. إنها مسرحية يسعى البعض في الحكومة العراقية إلى تمريرها على اعتبار أن هؤلاء المساجين يستحقون الإعدام بناءً على جنسيتهم، أو بناء على مواقفهم، وهذا الأمر لا يمكن أن يصدقه عقل أو منطق، ولا يمكن أن يقبل به إنسان سوي، ولذا فإن جميع المسجونين لم يعترفوا بالتُّهَمِ التي وجهت إليهم والتي تشمل الإرهاب، وتنفيذ عمليات، وتُهم أخرى كلها حسب المتهمين – باطلة – . إننا نعترف بوجود من غسلت أدمغتهم، ومع أن ينالون عقوبتهم، لكن أن يتم الأمر كانتقام أو تصفية فهذا ما لا يقبله عقل ولا منطق.