نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع، رعى معالي رئيس هيئة الأركان العامة الفريق أول ركن حسين بن عبدالله القبيل، مناورات مشتركة بين القوات الخاصة بالقوات البرية السعودية والقوات الخاصة المشتركة الفرنسية في قاعدة سولينزار في جزيرة كورسيكا بجمهورية فرنسا التي بدأت يوم الاثنين 22 / 11/ 1433ه. وأقيم بهذه المناسبة عرض للوحدات المشاركة من الجانبين كما أقيم حفل خطابي حيث ألقى قائد الوحدات الخاصة الفرنسية اللواء كرستوف غومار كلمة قال فيها إن تمرين “نمر2″ يأتي بعد تمرين “نمر1″ الذي نفذ في المملكة في مارس 2011م وأن تمرين “نمر2″ هو تمرين استثنائي وهذا أول مرة ينفذ فيها هذا التمرين في فرنسا على جزيرة كورسيكا حيث التضاريس الوعرة جداً تسمح بتدريب صعب وتخضع الرجال والمعدات لظروف صعبة , مضيفاً أنه خلال ال10 الأيام القادمة سوف يكون هذا التمرين مهما جداً للجانبين السعودي والفرنسي . والقى صاحب السمو الملكي اللواء الركن فهد بن تركي بن عبدالعزيز قائد وحدات المظليين والقوات الخاصة السعودية المشرف العام على التمرين، كلمة قال فيها إن منظومة التعاون العسكري المشترك بين أصدقاء وشركاء المملكة العسكريين انطلق منذ 30 عاماً ، مشيراً إلى أن هذه الصداقة جسدت حالة من التواصل البناء والثقة المتبادلة بين الجانبين السعودي والفرنسي ومنها مسيرة القوات الخاصة للبلدين التي انطلقت قبل ثماني سنوات. وبين اللواء الركن فهد بن تركي في كلمه ألقاها خلال عرض عملي للوحدات المشاركة في تمرين ” نمر2 ” أن قواتنا المسلحة جاءت إلى فرنسا الصديقة ، بهدف رفع قدراتها وتبادل الخبرات بينها وبين أصدقائها الذين لديهم الهدف ذاته. ولفت سموه الانتباه إلى حساسية المهام التي تسند لهذه القوات ، مشدداً على الدور الاستراتيجي الذي تضطلع به القوات الخاصة في الميادين وما يتطلبه من قدرات استثنائية وجاهزية قائمة على التدريب المتواصل والتطوير المستمر، موضحا أن أحد الأدلة على ذلك تمرين ” نمر2 ” المختلط والمشترك ، الذي يعد امتداداً لتمرين ” نمر1 ” الذي نفذ بالمنطقة الشمالية الغربية في المملكة. وأضاف سموه : ” إن هذا التمرين هو ثمرة حرص حكومتي البلدين الصديقين على تحقيق أعلى درجات الاستفادة في مجالات التعاون. بعد ذلك بدأت الوحدات المشاركة من الجانبين بالإنزال المظلي ومن ثم بدأ رجال القوات الخاصة بتنفيذ عدد من المهارات القتالية لتحرير الرهائن المحتجزين من خلال خطة تم إعدادها من قبل الوحدات المشاركة”. ثم ألقى رئيس هيئة الأركان الفرنسية كلمة رحب فيها بمشاركة القوات السعودية أكد فيها على قوة ومتانة العلاقات العسكرية بين جمهورية فرنسا والسعودية ، مؤكدا أنها علاقات عريقة ووثيقة إضافة إلى مستوى التعاون العسكري المميز بين البلدين الصديقين. وأوضح أن هذه التمارين سمحت لهذه القوات بالعمل جنباً إلى جنب لتبادل الخبرات بينهما ، مبدياً سعادته لاستضافه بلاده لقوات البلد الصديق المملكة العربية السعودية ولاختيار المملكة لهم لتنفيذ هذا التمرين سيما في ظل صعوبة إرسال هذا العدد الكبير من العسكريين من المملكة إلى مقر التمرين الذي يشهد لأول مرة هذا الانتشار الكبير من القوات المتحالفة. وأعرب رئيس هيئة الأركان الفرنسي عن ارتياحه البالغ للمهارات الكبيرة التي أظهرتها القوات السعودية والفرنسية في التمرين وقدرة القوتين على التظافر والتعاون مع بعض،مشدداً على ضرورة التأهب لمواجهة الحرب أو خوضها عند الضرورة وأن يبقوا مستعدين لذلك ومستمرين في تطوير قدراتهم العسكرية. عقب ذلك ألقى معالي رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الأول حسين بن عبدالله القبيل كلمة شكر فيها الجانب الفرنسي على هذا التعاون وهذه العلاقات الحميمة بين البلدين. وأكد أن العلاقات العسكرية السعودية الفرنسية علاقات متميزة في مجالات عدة سواء في شراء الأسلحة أو التدريب أو في إرسال الجنود للمعاهد الفرنسية. وأوضح القبيل في كلمته أن هذه التمارين المشتركة التي تجريها القوات السعودية ونظيرتها الفرنسية ، هي امتداد للتمارين التي تجريها السعودية مع جيش محترف ، ولا تقتصر فقط على القوات الخاصة بل سبق أن أجريت تمارين مماثلة لوحدات أخرى مع الجيش الفرنسي. ولفت معالي رئيس هيئة الأركان العامة الانتباه إلى أنهم سيستمرون في تنفيذ مثل هذه التمارين ضمن استراتيجية عامة للقوات المسلحة السعودية ، التي سبق أن تمت مع جيوش دول عديدة في العالم كباكستان وفرنسا وأمريكا ودول أخرى لاكتساب المزيد من المهارات لقواتنا المسلحة، مفيداً أن سمو نائب وزير الدفاع كلفه بحضور فعاليات تمرين ” نمر2 ” ، معرباً عن سعادته بمستوى المهارات المميزة لقوات البلدين التي شاهدها خلال التمرين ، وماتخللها من عمليات إنزال واقتحام لبعض الأهداف. وردًا على سؤال عن توسيع العمليات المشتركة مع جيوش أخرى، أجاب رئيس هيئة الأركان العامة : ” نحن نتدرب مع الجيش الفرنسي والأميركي والبريطاني وكل الجيوش في العالم نشترك معهم ، ونكسب مهارات قتالية، لأن كل بلد له تجاربه وأساليبه في إدارات العمليات الخاصة، ولاشك بأن هذا التمازج مع الجيوش العالمية تزيدهم خبرات قوية ومهارات متبادلة، ومن خلال هذا التعاون نكسب قواتنا خبرة ونُكسب الآخرين خبرة أيضا، لأن القوات المسلحة السعودية لديها مهارات قتالية عالية، ولنا تجاربنا في تحرير الكويت وعمليات تحرير الحد الجنوبي في المملكة، ودخلنا مع دول كثيرة في تمارين وعمليات عسكرية، ولذلك لدينا خبرتنا العسكرية كما رأيتم وشاهدتم القوات الخاصة تؤدي دورا مهما ويسيرون بنفس المسار مع الجانب الفرنسي”. وقال رئيس هيئة الأركان الفرنسي : “إن القوات الخاصة الفرنسية تؤدي دورها وعليها مسؤولية ، ونحن نتعاون مع الدول الصديقة ونعتمد عليها في أماكن معينة بحكم معرفتها وخبرتها”. وحضر العرض صاحب السمو الملكي الفريق الركن خالد بن بندر بن عبدالعزيز قائد القوات البرية وكبار الضباط من القوات المسلحة السعودية والقوات الفرنسية . بعدها قام معالي رئيس الأركان العامة للجيش الفرنسي بتقليد معالي الفريق أول حسين بن عبدالله القبيل وسام القائد، وعبر القبيل عن شكره وتقديره على هذا التكريم الذي عده تكريمًا للمملكة العربية السعودية . سولينزار | واس