سنون طوال والناس ينبذون الدجاج ولا يعيرونه قيمة، ويسمونه احتقارا «بنات المذن» فلما غلا سعره، وشح وجوده، تباكوا على غيابه، واشتكو غلاءه، فكيف أصبح ذا قيمة؟ سمعت أبو الكروش الأصلعاني يقول: لو لم يكن في أزمة الدجاج سوى تعرفي إلى الديك الرومي لكان نعمة وخيرا. حدثنا عنطبوط المبخراني فقال: يشترك العالم في أمرين: الجغرافيا والدجاج فإن اختفى الدجاج ضاقت الحلقة. قال سنبور بن خديخة الصبابة: الحمد لله الذي رزقنا بعاملة إندونيسية علمتنا «الأندومي» فتحررنا من سطوة الدجاج. وتفاخر رجلان أحدهما نباتي والآخر حيواني فقال آكل اللحوم: ألا ترى أن في بنيتك ضعفا ورخاوة، وفي نظرة عينيك رقة لا تليق بالرجال؟ فقال النباتي: خيراتي لا تنقطع، وحريتي لا يسيطر عليها أحد، وأظنك ستلاحق اللحوم حتى يجيء يوم تطلب فيه «ضباً» فلا تجده. وبلغني أن أحد الحكماء قال: ارتفاع أسعار الدجاج مؤامرة من هيئة الحماية الفطرية للتعريف بالضبان، وتشجيع التواصل معها. وكانت برصيصة تشتهر في طبخاتها، بلحم غريب الطعم واللون، ولم يرتفع سعره مع الدجاج فظنه الزبائن من حيوانات أخرى! واقترح برطمان التكتاني، مسابقة لمزاين الدجاج أسوة بمزاين الإبل فهي شغل الناس، ومدار حديثهم. وسمعت هبنقة يقول: كنت أظن الدجاج الغالي بحجم الناقة فوجدته بحجم الجربوع والجربوع في صيده متعة ولا ثمن عليه. وخاطب بنيكس بن عطوط المحمراني، مندوب أستراليا طالباً منه شراء أرانبهم فهي الرابحة بعد غلاء الدجاج. ووجدت صديق حبكبك السمين يتصفح قاموس الحيوانات رغم كرهه القراءة فلما سألته قال: أبحث عن لحم طيب أستطيع شراءه. ودعا سرديب الشرقاوي فقال: اللهم زد الدجاج «غلاْص» واللحم ندرة حتى يقبل الناس على السمك فيكون صحة لهم ورزقا لنا.