يا بني، أتشاهد التلفاز؟ قلت: يا شيخي، متعكم الله بالحور العين، أتابع القناة الأولى. قال: أصلحك الله، إنما أسألك عن التلفاز. وحدثنا البحاثة الفهامة عن دراسة له عن الفروقات بين الإسلامويين والليبراليين اكتشف، من خلالها، أنهم يختلفون في كل شيء ويتفقون على مشاهدة نشرة أخبار القناة الأولى مساء كل إثنين. وقال هندمة البكلي: أحب خطيب جمعتنا ونشرة أخبار الأولى. قيل له: وما الشبه؟ قال: كلاهما يبدأ في وقت محدد ولا أعرف متى ينتهي. وقال آخر: أظن الخطوط السعودية ونشرة أخبار الأولى توأم؛ ينثران الساعات ولا يعترفان بالوقت. وحدثني الخبير في البرمجة العصبية عميليق القمقم فقال: إذا أردت أن تجد شخصاً يتوهم مكانته فأطرق بابه أثناء نشرة الأولى يوم الإثنين فهو، بالتأكيد، يترقب اسمه ضمن التعيينات. ومنع حبروش المفلساني زوجته من مشاهدة القناة الأولى بينما سمح لها بمتابعة “غنوة”. فقلنا له: هل أنت أحمق أتسمح لها بالمجون وتبعدها عن الحشمة؟ قال: بل أخشى عليها الفتنة فالقناة الأولى كلها رجال ومشاهدتهم قد تحرضها عليّ. وسهرنا ليلة عند مطفوق البهلول فقلنا له: ضع لنا القناة الأولى فنعرف الأخبار. قال: ليست لديّ فلقد عشت معها سنوات غصباً فلما فتح الله لنا الفضاء طلقتها بالثلاث. وحذرنا شيخنا سنديان البرقوقي من مشاهدة أخبار الأولى، وقال: كل ما في هذه القناة صالح ماعدا موسيقى الأخبار فهي تغريب استوطنها ولم تستطع الخلاص منه. فلو جعلوها زقزقة عصافير أو خرير ماء لكان أنفع وأكثر صلاحاً. وتحسر عاشق للأولى على وضعها فقال: بعد ظهور قناتي القرآن والسنة لم يبق في الأولى من برامج سوى “فتاوى على الهواء”. وسمعت هبنقة يقول: القناة الأولى تعيد ذكريات الطفولة فهي تعيد المذيعين القدامى للمشهد كلما انقطعوا زمناً فلا تستنكر الوجوه وتسترجع البدايات الأولى. وكلما دخلنا على أبي الكروش الأصلعاني وجدناه يتابع الأولى، فقلنا: أهذا كله عشق؟ قال: تساعدني على النوم.