اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم أن الغربيين تسببوا في عدم الاستقرار بعددٍ من الدول وهم الآن يوشكون على زرع “الفوضى” في سوريا رغم تحذيرات روسيا. ونقلت وكالات الانباء عن بوتين قوله خلال لقاء مع سكان منطقة ريازان وسط روسيا، إن “الأمر الأكثر خطورة هو أن شركاءنا لا يمكنهم التوقف، لقد زرعوا الفوضى في العديد من المناطق، وها هم الآن ينتهجون السياسة نفسها في دول اخرى لا سيما في سوريا”. وأضاف بوتين “لقد قلنا فعلا إنه يجب التحرك بحذر وعدم فرض أي شيء بالقوة تحت طائلة نشر الفوضى، وما الذي نراه اليوم؟ الوضع شبيه كثيرا بحالة الفوضى”. وقال بوتين أيضا بحسب ما أوردت وكالات الأنباء الروسية “لم نكن نريد فعلا أن يتكرر اليوم ما حصل في تاريخ البشرية قبل قرون”، مشيرا إلى استيلاء الامبراطورية الرومانية على قرطاج وتدميرها في القرن الثاني قبل عصرنا. وأضاف أن “أول عملية تنظيف إثني واسعة حصلت بين الامبراطورية الرومانية وقرطاج التي تقع في شمال إفريقيا”. وتابع الرئيس الروسي أن “الامبراطورية الرومانية لم تستول على قرطاج وتحتلها وحسب، لكنها وبعد أن دمرت كل شيء فيها وأدمت الجميع، رشت الملح لكي لا ينبت فيها أي شيء”. وقال بوتين أيضا “برأيي، ان ما يحصل يشبه ذلك، عندما تحاول دول قوية أن تفرض أسلوب حياتها وأخلاقها على الضعفاء من دون الأخذ في الاعتبار تاريخ وتقاليد ودين هذا البلد أو ذاك”. ونددت روسيا، الحليف التقليدي لسوريا، على الدوام بسياسة “التدخل” الغربية وخصوصا أثناء الثورات العربية، وعرقلت حتى الآن في مجلس الامن الدولي حيث تملك حق النقض (الفيتو) صدور أي قرار ملزم بحق سوريا. وأدلى بوتين بهذه التصريحات بعدما دعا بالأمس الغربيين الى “استخلاص العبر” من نتائج سياستهم التي ينتهجونها دون مراعاة قواعد الاممالمتحدة. وقد رد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على روسيا عندما قال من جهته أمام الجمعية العامة للامم المتحدة الاربعاء أن دم الاطفال القتلى في سوريا هو “وصمة رهيبة” تطال “الذين لم يعترضوا على هذه الفظائع والذين ساعدوا في بعض الحالات نظام الرعب” في سوريا. أ ف ب | موسكو