هناك 10 مؤسسات مستقلة ومختلفة مثل صندوق النقد الدولي ومجلة إيكونومست وجامعة كولومبيا الأمريكية تقيم اقتصاديات الدولة حول العالم، تسع من هذه المؤسسات العشر قيمت إندونيسيا كدولة ناهضة في طور الانتقال للعالم الأول، إندونيسيا الدولة التي تحتوي العدد الأكبر من المسلمين في العالم تحتل اليوم المرتبة 16 اقتصادياً مباشرة بعد كندا وكوريا الجنوبية متفوقة على تركيا وأستراليا .. لماذا؟ حكاية إندونيسيا كأي بلد في شرق آسيا تحرر من المستعمر بعد الحرب العالمية الثانية ودخل في عصر حكومات فاسدة وقمعية، الفرق الوحيد أن إندونيسيا لديها كم معقول من النفط والغاز هذا ساعدها لتحريك الاقتصاد ولكن الفساد كان يوازي حجم التنمية فكانت إندونيسيا تتحرك ولكن وهي واقفة لأن ما تزرعه التنمية يحصده الفساد، زعيم آخر هذه الحكومات الفاسدة وأطولها هو سوهارتو الذي حكم طوال 30 سنة وكان الحاكم الأكثر فساداً في العالم بحسب منظمة الشفافية، ومن أكثرهم دموية بحسب منظمات حقوق الإنسان،على إثر الأزمة العالمية عام 1997 وتزوير انتخابه للمرة السابعة خرجت مظاهرات في شوارع جاكرتا للمطالبة بتنحيته ومحاكمته وهذا ما حدث، وتم انتخاب رئيس لأول مرة وهو عبدالرحمن وحيد وبرلمان وسلطة قضائية مستقلة وبقية تفاصيل طبخة الديموقراطية التي تحدثت عنها في مقالات سابقة، في صيف العام 2001 ولأن البرلمان شعر بفساد الرئيس الجديد تمت إقالته ومحاسبته هو الآخر. إندونيسيا لو أكملت طريقها لن تُعد بلد العاملات المنزليات لأن المسألة اقتصادياً لن تكون مجدية بل هي بلد جدير بالتأمل.