جاكرتا - أ ف ب، رويترز – ساد الهدوء اقتراع الانتخابات الاشتراعية في اندونيسيا أمس، باستثناء إقليم بابوا حيث قتل خمسة أشخاص أحدهم بنيران أطلقها رجال الشرطة الذين واجهوا سلسلة أحداث ارتكبها أنصار لحركات انفصالية دعت الى مقاطعة التصويت. وأوضح دومينغوس روماروبين، مسؤول الشرطة في بابوا، ان قوات الأمن قتلت شخصاً بعدما فتحت النار عليه اثر تفجير حوالى مئة محتج تسلح بعضهم بسهام زجاجة حارقة أمام مركز للشرطة في ابيبورا التي احرق المبنى الجامعي فيها ومحطة للوقود ودمر 14 منزلاً فيها أيضاً، ما ادى الى سقوط فتاة. وأشار الى مقتل ثلاثة أشخاص بهجمات شنت باستخدام سكاكين في وامينا. ولا يعترف الانفصاليون في البابوا بسلطة جاكرتا على إقليمهم، ويؤكدون انهم حصلوا على الاستقلال لدى رحيل المستعمرين الهولنديين عام 1961. ودعي 171 مليون ناخب الى التصويت في الانتخابات التي تشكل محطة مهمة لمواصلة الاصلاحات في أكبر اقتصاد في جنوب شرقي آسيا، وثالث أكبر ديموقراطية في العالم بعد الهند والولايات المتحدة، منذ سقوط نظام الديكتاتور سوهارتو عام 1998 بعدما حكم البلاد لمدة 32 سنة. وأظهرت استطلاعات أولية للرأي تقدم الحزب الديموقراطي بزعامة الرئيس سوسيلو بامبانغ يودويونو في الانتخابات. وأفاد معهد «ال اس آي» الخاص بأن الحزب الديموقراطي حصل على نسبة 18.6 في المئة من الأصوات متقدماً على «غولكار»، حزب الديكتاتور السابق سوهارتو، (15.9 في المئة) وحزب النضال الديموقراطي بزعامة الرئيسة السابقة ميغاواتي سوكارنوبوتري (15.39 في المئة). وتتطابق هذه الأرقام مع ترجيح استطلاعات للرأي أجريت قبل الانتخابات تقدم حزب يودويونو بعد ثماني سنوات فقط من تأسيسه، وحصوله على نسبة 29 في المئة من مقاعد البرلمان ال560، في مقابل 7,5 في المئة فقط عام 2004. وتؤكد أيضاً سيطرة الأحزاب القومية على الأحزاب المسلمة، علماً ان النتائج الرسمية لن تعلن قبل أيام، باعتبار ان عملية فرز الأصوات تشمل 520 ألف مكتب اقتراع في البلاد. وسيمهد فوز حزب يودويونو، وهو جنرال سابق مؤيد للإصلاح، لخوضه الانتخابات الرئاسية المقبلة في تموز (يوليو) المقبل، ما سيمنحه على الأرجح تفويضاً أكثر قوة لمواصلة سياساته التي تدعم الاستثمار، وإصلاح مؤسسات الهيئة القضائية والجهاز الإداري والشرطة. وجلبت إدارة يودويونو الذي يعتبر أول رئيس منتخب في اندونيسيا، والأول الذي يكمل فترة ولاية مدتها خمس سنوات منذ تنحي الرئيس سوهارتو الى عام 1998، نمواً اقتصادياً قوياً وسلاماً وهدوءاً نسبياً الى أكبر دولة مسلمة على صعيد عدد السكان، والتي يوجد بها أقليات دينية كبيرة. لكن مكافحة الفساد المستشري في إحدى أكثر دول العالم فساداً أظهرت انها أكثر صعوبة.