توفي الزعيم الاندونيسي السابق سوهارتو الذي يعتبر مهندس تطور اندونيسيا، بدون ان يطاله القضاء بعدما اتهم بأنه الرئيس الاكثر فسادا في العالم. وحكم سوهارتو اندونيسيا التي تضم حوالي 17الفاً و 500جزيرة بيد من حديد على مدى 32عاما قبل ان يتخلى عن السلطة عام 1998امام ضغط الشارع. وولد في 8يونيو 1921في عائلة مزارعين في وسط جزيرة جاوا. ومحمد سوهارتو مسلم على غرار حوالي 90% من مواطنيه. وبعد تلقيه تدريبا عسكريا، اصبح سرجنت في جيش الاستعمار الهولندي. ثم انخرط في الجيش القومي الذي كان يقاتل ضد القوات الهولندية حتى ديسمبر 1949.وبعد استقلال اندونيسيا عام 1945، ترقى بسرعة في تراتبية الجيش ليصبح جنرالا عام 1962.وفي العام 1965، ورغم انه كان غير معروف بين الشعب تمكن من نزع السلطة من سوكارنو، الاب المؤسس لاندونيسيا خلال فترة ستة اشهر شهدت الكثير من الاحداث. وبدأت هذه الفترة في 30سبتمبر 1965بمحاولة انقلاب نفذها، بحسب الرواية الرسمية، الحزب الشيوعي الاندونيسي. وتولى سوهارتو الذي كان قائدا لوحدة نخبة آنذاك السيطرة على جاكرتا وافشل مخطط الانقلابيين. وبعدما اصبح قائدا للجيوش، اطلق سوهارتو حملة قمع دامية ضد الحزب الشيوعي الاندونسي انتهت بمقتل 500الف الى مليون شخص. وفي موازاة ذلك، استغل منصبه هذا لإقالة الرئيس سوكارنو الذي كان مريضا فاوكل -مرغما بحسب بعض الفرضيات- كامل السلطات لسوهارتو في 11مارس 1966.وأصبح الجنرال في مارس 1967رئيسا بالوكالة ثم نصب نفسه عام 1968رئيسا للدولة عبر انتخابه رئيسا للجمهورية امام البرلمان الذي عين بنفسه اعضاءه. وبعدما تولى السلطة في البلاد استخدم سوهارتو ورقتي تهديد الشيوعيين والاصولية الاسلامية لتأمين دعم المجموعة الدولية له لا سيما الولاياتالمتحدة. واتاحت حكومته لاندونيسيا تامين الكفاية الذاتية من الارز فيما ادى الاستقرار الاقتصادي في عهده الى صادرات كبرى من المنتجات المصنعة في اندونيسيا لا سيما الانسجة. وكان سوهارتو على قناعة بأن مهمته تقوم على الحفاظ على وحدة الارخبيل وضمان الامن والتطور فيه. وغالبا ما تعرض لادانات من منظمات الدفاع عن حقوق الانسان، وواجه انتقادات خصوصا اثر التجاوزات التي ارتكبت في تيمور الشرقية (التي اجتاحتها اندونيسيا عام 1975). وبعد اعادة انتخابه بدون اي منافسة في مارس 1998لولاية سابعة من خمس سنوات، ارغم سوهارتو على الاستقالة في 21مايو بعدما تخلى عنه الجيش على خلفية ازمة اقتصادية آسيوية واضطرابات دامية. وكان يعيش منذ ذلك الحين في احد احياء جاكرتا السكنية، فيما تولى محامون مهمة الرد على الاتهامات بالفساد الموجهة ضده. وبحسب منظمة الشفافية الدولية "ترانسبيرنسي انترناشونال"، فإنه جمع مع عائلته ثروة تقدر بما بين 15و 35مليار دولار. وفشلت محاولات ملاحقته قضائيا مرات عدة، بعدما اكد المقربون منه على الدوام انه غير قادر على الكلام. وسوهارتو اب لستة اولاد بينهم تومي الذي حكم عليه بتهمة تدبير اغتيال قاض وافرج عنه قبل قضاء فترة عقوبته في قرار اثار جدلا.