ينتظر الشارع الأردني الجمعة بعد المقبلة بفارغ الصبر ليرى كيف ستجري الأمور فيها بعدما أعلنت الحركة الإسلامية (إخوان الأردن) عن نيتها تنفيذ مسيرة ضخمة في هذا اليوم كما ورد على لسان نائب المراقب العام للحركة، زكي بني أرشيد، الذي توقع أن يتجاوز عدد المشاركين في المسيرة خمسين ألفاً. وقالت مصادر من داخل الحركة ل «الشرق» إن المسيرة تأتي رداً على تصريحات الملك عبدالله الثاني التي اعتبر فيها أن الإسلاميين أمام خيارين، إما البرلمان أو الشارع. لكن الناطق باسم الإخوان، جميل أبو بكر، اعتبر، في تصريحٍ ل «الشرق»، أن المسيرة ليست رد فعل وأن الإعداد لها بدأ قبل حديث الملك، مشدداً على حق القوى السياسية في اللجوء إلى الشارع حتى ولو كان لها وجود مؤثر في البرلمان. وقد تشهد جمعة الخامس من أكتوبر أضخم مسيرة في تاريخ الأردن، لكن التقديرات حول أعداد المشاركين تفاوتت بشكلٍ كبير، حيث قالت مصادر أمنية وأخرى من الإخوان أنها قد لا تصل إلى عشرة آلاف، فيما ذهبت تقديرات مقابلة إلى أن العدد سيتجاوز ستين أو سبعين ألفاً، غير أن معظم التقديرات رجحت أن يكون الرقم ما بين عشرة آلاف إلى عشرين ألفاً. وتعدُّ مسألة حجم المسيرة عاملاً مهماً للغاية في استعراض القوة المتبادل بين الإسلاميين والنظام، خصوصاً أن العديد من الوساطات تجري بين القصر والإخوان للتفاهم حول شروط مشاركتهم في الانتخابات النيابية التي يعوِّل الملك كثيراً على نجاحها، وهي الوساطات التي فشل بعضها فيما البعض الآخر لايزال يجري في السر. وفي هذا السياق، رصدت «الشرق» ردود فعلٍ متحفظة من قِبَل تيار الحمائم في جماعة الإخوان إزاء المسيرة، حيث بدا واضحاً أنهم غير متشجعين لها، وأعرب بعضهم، مشترطاً عدم ذكر الاسم، أنهم سيشاركون في المسيرة شخصياً ولكنهم لن يشاركوا في الحشد لها إذ يحسبونها على تيار الصقور المسيطر كلياً على الجماعة منذ انتخاباتها الداخلية في شهر مايو الماضي. هذا وعلمت «الشرق» أن وفداً رفيعاً من قيادات تيار الصقور في الإخوان غادر إلى مصر السبت الماضي بتنسيق مع المراقب العام للجماعة همام سعيد، وذلك على خلفية وصول شكاوى من تيار الحمائم إلى قيادة التنظيم العالمي للإخوان. ويُعتَقَد أن الوفد سيسعى إلى التقليل من شأن الشكاوى واحتواء آثارها، خصوصاً بعد انشغال التنظيم العالمي، وبالذات القيادي المصري خيرت الشاطر، بخلافات إخوان الأردن التي تصاعدت بشكل كبير خلال العام الجاري.