علمت «الشرق» أن قياديين في الحركة الإسلامية الأردنية (إخوان الأردن) التقوا نائب المرشد العام لجماعة الإخوان في مصر المهندس خيرت الشاطر مؤخراً في إسطنبول. وقالت مصادر إخوانية أردنية وصحفية تركية ل «الشرق» إن خيرت الشاطر التقى يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين في إسطنبول كلاً من المراقب العام لإخوان الأردن، همام سعيد، ونائبه زكي بني أرشيد، والقيادي في الحركة سالم الفلاحات. ولم يُكشَف عن تفاصيل اللقاء لكن الأجواء داخل الحركة الإسلامية في الأردن تشير إلى علاقة ذلك اللقاء بمشاركة الإخوان في الانتخابات الأردنية المقبلة، ويُشَار إلى أن تنظيم الإخوان العالمي يتخذ من إسطنبول مقراً له منذ أكثر من عام. من ناحية أخرى، تفجرت خلافات علنية بين تيارات داخل إخوان الأردن، وكانت شرارة هذا الصدام النادر تسرب نبأ لقاء القياديين في الحركة الإسلامية زكي بني أرشيد ووائل السقا مدير المخابرات العامة الأردنية فيصل الشوبكي. وبعد إنكار حصول اللقاء اضطرت الحركة لإعلان حصوله والدفاع عنه، وهو ما فجر موجة انتقادات للحركة من قِبَل حركات شعبية، ثم توسعت الانتقادات لتنطلق من أعضاء في الحركة نفسها. بدوره، دافع زكي بني أرشيد عن لقائه مع مدير المخابرات، وقال إنه جاء لعقد تفاهمات مع الدولة لضمان مصالح الأردنيين، فيما تعرض لانتقادات تعلقت برفضه هو تحديداً في تصريحات سابقة لسيطرة الأجهزة الأمنية على الحكومة. ودفع اللقاء كاتباً ذا موقع متقدم في الحركة الإسلامية هو خالد حسنين لانتقاد تلك المقابلة ضمن مقالة نشرتها مواقع إخبارية، فيما تم سحبها من مواقع تابعة للإخوان بعد نشرها، وحملت تلك المقالة عنوان «أخطأ الإخوان»، وطالب حسنين الإخوان بالاعتراف بالخطأ وبالاعتذار عنه. أما القيادي المعروف في الحركة الإسلامية، الدكتور رحيل الغرايبة، فشن هجوماً عنيفاً على بني أرشيد دون أن يسميه، وهاجم في مقالين متتاليين له في صحيفة يومية بني أرشيد واللقاء المذكور، كما تحدث بإسهاب عما أسماه تياراً غالباً في الحركة الإسلامية يقدم القضية الفلسطينية على الشأن الداخلي الأردني، ويسعى إلى خوض الانتخابات ضمن تلك الأولوية، في مقابل تيار قال إنه لم يحقق أي تقدم وهو يحاول تقديم أولوية الشأن الوطني الأردني. ولم تشهد الأردن هذا القصف الإعلامي المتبادل بين أعضاء الحركة الإسلامية منذ فترة طويلة، فيما تقول مصادر في الحركة إن توقعات «الشرق» السابقة بانشقاق قريب بين إسلاميي الأردن قد تكون على وشك التحقق. خيرت الشاطر