تراجعت حدة الأزمة في صفوف «الإخوان المسلمين» في الأردن بعدما توافق طرفاها (تيارا «الصقور» و«الحمائم») على الاحتكام إلى صناديق الاقتراع التي جددت ثقتها أمس بالتيار المحافظ لشغل المراكز القيادية في مجلس شورى حزب «جبهة العمل الإسلامي» الذي يعتبر الجناح السياسي للجماعة. وجاءت نتائج الانتخابات أمس لتعيد علي أبو السكر المنتمي إلى «تيار الصقور» رئيساً لمجلس شورى الحزب بحصوله على 60 صوتاً من أصل 111 عضواً حضروا عملية الاقتراع، فيما حصل منافسه عبدالله المجالي على 50 صوتاً، وفاز بمنصبي المساعدين كل من المحافظين جعفر الحوراني ومحمد فريحات. وجاءت هذه النتيجة بعد صفقة بين التيارين أدت إلى تنحية زكي بن أرشيد عن الترشح لرئاسة الحزب التي فاز بها داخل مجلس شورى الجماعة، لكن الانتخاب لم يتم داخل الحزب نتيجة اعتراض «الحمائم» على تدخل الجماعة في انتخابات الحزب، وأدى الأمر إلى تقديم شكوى من أحد الأعضاء إلى وزارة الداخلية. وكان مجلس شورى الحزب انتخب أبو السكر رئيساً له قبل ثلاثة أسابيع في جلسة انسحب منها «الحمائم»، إلى أن جرى التوافق على إلغاء نتائج الاجتماع السابق وإعادة الانتخاب، بعد تهديد قيادات بارزة بتقديم استقالات جماعية من جميع المراكز القيادية التنفيذية والتشريعية في الجماعة والحزب احتجاجاً على انتخاب مجلس شورى «الإخوان» بني أرشيد أميناً عاماً للحزب وفرضه على الأعضاء. وتوافق الطرفان قبل يومين على عقد جلسة لمجلس شورى الحزب أمس وإجراء انتخابات رئيس المجلس ونائبه ومساعديه، على أن يتم إرجاء انتخاب الأمين العام للحزب إلى جلسة أخرى تحدد لاحقاً. وكشفت مصادر مطلعة ل «الحياة» تفاصيل الصفقة بين التيارين التي تمثلت بقبول زكي بني أرشيد التنحي عن المنصب المرشح له مع إعطائه حق اقتراح بديل له، إذ وافق التياران على ترشيح مراد العضايلة، وهو من رموز «الصقور»، لخلافة بني أرشيد على رأس الحزب. وكان بني أرشيد أعلن تنحيه عن منصب الأمين العام للحزب حفاظاً على وحدة الجماعة، مؤكداً أنه لن يكون عقبة في طريق «أي اتفاق يؤدي إلى لحمة الصف». وأصدر رئيس مجلس الشورى المنتخب علي أبو السكر بياناً عقب انتهاء الاجتماع أمس أكد فيه «قدرة الحركة الإسلامية على تجاوز الأزمات وحفظ صفها». يُذكر أن مجلس شورى «الإخوان» كان رشح بني أرشيد أميناً عاماً للحزب بعد انتخاب داخلي أثار حفيظة تيار «الحمائم» وتسبب في تصاعد الأزمة الداخلية في صفوف الحركة. وقالت مصادر مطلعة إن «الخلافات ما زالت كبيرة»، وان وفداً من الجماعة برئاسة المراقب العام همام سعيد يناقش في اجتماعات مجلس الشورى العالمي للجماعة الذي بدأ أعماله في تركيا أمس بقية القضايا الداخلية العالقة، خصوصاً القضايا التنظيمية التي يجب حسمها قبل الانتخابات النيابية المتوقعة في منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.