يعتبر سرطان البروستاتا الأكثر انتشاراً بين الرجال، وهو مرض شائع الحدوث، وجاءت المملكة في الترتيب السادس ضمن قائمة أكثر عشرة سرطانات انتشاراً، حيث مثّلت الإصابة به ما يقارب 5.4% من مجموع السرطانات التي تصيب الرجال، وكانت نسبة من تجاوزوا عمر 65 بينهم 80%. غدة البروستاتا توجد غدة البروستاتا عند الرجال فقط، وتأتي بحجم وشكل ثمرة الجوز، وتقع في أسفل المثانة البولية، وتمر من خلالها قناة مجرى البول، وتعمل على إفراز السائل اللازم لحياة الحيوانات المنوية التي تفرزها الخصيتان. سرطان البروستاتا ينمو السرطان عشوائياً، وبشكل مستمر وشاذ لنوع محدد من الخلايا المشاركة في تكوين عضو معين من أعضاء الجسم. وفي سرطان البروستاتا نجد أن الخلايا تنمو وتنقسم وتتكاثر بشكل غير مرغوب فيه، مكونة ورماً في البروستاتا، وإذا لم يكتشف هذا الورم مبكراً فإن هذه الخلايا السرطانية تنتقل إلى أعضاء أخرى، كالعظام، والرئة. كبار السن يعتبر الرجال كبار السن الأكثر عُرضة للإصابة بمرض سرطان البروستاتا، خاصة ممن لديهم تاريخ وراثي في العائلة، فمن المعروف أن سرطان البروستاتا يسري بين العائلات، ما يؤكد وجود صلة وراثية بظهوره. أعراض المرض عندما يصاب الرجل بسرطان البروستاتا يبدأ بالشعور بأعراض تبدأ مع إحساسه بصعوبة في التبوّل، وضعف سرعة تدفق البول، ونزول قطرات من البول بعد الانتهاء من التبوّل، وتكرار مرات التبول أكثر من المعتاد، وبشكل ملحوظ، وظهور صديد، أو دم، مع البول، وألم وشعور بالحرقان مع التبوّل، وألم أثناء القذف، مع آلام في أسفل الظهر، وفي مفصل الفخذ، لا تزول بمرور الأيام. الأورام الحميدة تعتبر النسبة الكبيرة من أورام البروستاتا حميدة، وهو ما يُعرف ب»تضخّم البروستاتا الحميد»، ويصيب أغلب كبار السن بعد الستين، حيث تتضخم غدة البروستاتا محدثة أعراضاً مثل ضعف سريان البول، واندفاعه وتكراره، خاصة في الليل، وهي حالة حميدة لم يعرف العلم سبباً لها حتى الآن، وتكاد تكون من متلازمات الشيخوخة التي لا مفر للإنسان منها، وتختلف حالة تضخم البروستاتا الحميد اختلافاً كاملاً عن سرطان البروستاتا، حيث إن الخلايا في تضخم البروستاتا الحميد لا تنقسم، وإنما يزداد حجمها فقط، كما لا ينتشر المرض إلى أعضاء أخرى كما هو الحال في سرطان البروستاتا، ويُمكن إزالته بالجراحة والأدوية. الكشف المبكّر يفضل للرجال بعد سن الأربعين إجراء الكشف المبكر على غدة البروستاتا، ويتم عن طريق: الفحص بالإصبع خلال فتحة الشرج، وتحليل الدم لقياس نسبة بعض الأجسام المضادة، على الرغم من أن أعراض ومُضاعفات سرطان البروستاتا قد لا تظهر إلا في سن متأخرة. خيارات العلاج بعد التأكد من إصابة المريض بسرطان البروستاتا يبدأ العلاج بالمُتابعة المستمرة مع الطبيب، لكون سرطان البروستاتا في الغالب بطيء النمو، خاصة في مراحله الأولى، وقد يتم اللجوء إلى العمل الجراحي إذا ما استدعت الحالة، وكثيراً ما تُجرى عمليات استئصال البروستاتا التي لا تخلو من المضاعفات، كعدم القدرة على التحكم في البول، وضعف القدرة على الإنجاب. ويستخدم العلاج الإشعاعي في المراحل الأولى من المرض، كبديل للجراحة، أو كمساعد لها. وقد يلجأ الطبيب إلى العلاج الهرموني الذي تقوم فكرته على إيقاف إنتاج هرمونات الذكورة، أو منع البروستاتا من الاستفادة منها، لأن البروستاتا تحتاج هذه الهرمونات للنمو، فإذا أوقفناها عنها توقفت عن النمو، ومن الأعراض الجانبية لهذا العلاج: ضعف الانتصاب، وعدم القدرة على التحكم في البول، وفقد الرغبة الجنسية، وهشاشة العظام. هذا في حين يستخدم العلاج الكيميائي في الحالات المتقدمة لتخفيف الألم. الوقاية قد لا يمتلك العلم الحديث الحل الأمثل لسرطان البروستاتا، لذا فالوقاية باتباع الحمية الصحية يعتبر الاختيار الأفضل لكل من يريد الاحتفاظ بصحة قوية، وتقليل فرصة الإصابة بالسرطان، من خلال الإكثار من الفاكهة والخضراوات والأطعمة التي تحتوي على حمض الفوليك (كالسبانخ، العدس، عصير البرتقال)، والتقليل من نسب الدهون في الأكل، وتجنب اللحوم، والامتناع عن شرب الكحوليات والتدخين. جراحة لعلاج سرطان البروستاتا