حب الرسول – صلى الله عليه وسلم – هو الحب الذي إذا تعرض للاختبار فلا يجب بأي حال من الأحوال أن تقل نسبة النجاح فيه عن 100%.. وهي الدرجة التي تغيظ أعداء الإسلام عند ظهور إعلانها؛ في كل مرة يكررون فيها المحاولة للنيل من النبي بوسائل فنية مختلفة.والفيلم مسئ لأنه أساء لصناعه، أما النبي – صلى الله عليه وسلم – فهو محصّن بحب أتباعه في كل مكان، وهم قادرون دائما على الدفاع عنه، والشهادة من أجله، وضرب الأمثلة في الإخلاص لمن وهب حياته في سبيل رسالة عرضته لمختلف أنواع الأذى. أما الأهداف التي تحققت عقب الإعلان عن عرض الفيلم «التافه» فهي عظيمة، وفي مقدمتها توصيل رسالة قوية للولايات المتحدة تقول إن العالم الإسلامي مازال يحتفظ بالغيرة على مقدساته ويرفض المساس بها من قريب أو بعيد، كما أن المسلمين في كل مكان لن يتفرقوا طالما يجمع بينهم كتاب الله وسنة نبيه الذي يضعونه في مكانة أغلى من أنفسهم.وكان استمرار الغضب أمام السفارة الأمريكية في مختلف دولنا الإسلامية دليلا على ما يمكن أن يتم تمريره داخل أمريكا نفسها في حال غض طرف «البيت الأبيض» عن ما يحدث على الأراضي الأمريكية من «ازدراء للأديان» وهو ما يحتم الإسراع في استصدار قوانين من شأنها احترام العقائد وعدم السخرية من الرموز الدينية. كما فتح «الفيلم المسئ» الباب للرد عليه بنفس الوسيلة الفنية التي يمكنها الزيوع الانتشار (ولدينا من المواهب والكفاءات والإمكانيات الكثير) لنقدم الصورة الحقيقية الطيبة للرسول -صلى الله عليه وسلم- بدلا من اللجوء للعنف ضد السفارات وهو ما يضر بالقضية ويسمح للنفوس الضعيفة أن تضخم صورة انفعالية أدت إلى سلوكيات مرفوضة وتصدرها للإعلام على أنها الطريقة الوحيدة التي يتعامل بها المسلمون مع من ينتقدهم.إن الغضبة العارمة التي تجتاح النفوس الإسلامية تذكّر الأمريكيين والاتحاد الأوربي، كحكومات برجماتية، بالحجم الاقتصادي الهائل لأبناء شعوب تستطيع مع تكرار مثل هذه الأمور الحمقاء تفعيل ورقة المقاطعة لأي منتج يأتي من دولة تحمي إهانة المقدسات.. وتخبرهم أن السحر ينقلب على الساحر، ومن يحتضن النيران الملتهبة فهو من يحترق بها. وإذا كان الأمريكيون لا يعلمون أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الخط الأحمر عند المسلمين فقد علموا، وتعلموا، ولن يتمنوا إعادة مشاهدة ما تم من العرض ويحلمون أن ينتهي العرض سريعا دون إضافة المزيد من اللقطات الدرامية. ومن فوائد الغضب على «الفيلم المسئ» -أيضا- أنه بعث للكيان العبري تهديدا شديد اللهجة بما يمكن أن يتم إذا تجرأت إسرائيل على تنفيذ مخططها الرامي إلى هدم المسجد الأقصى وأظنه جعلها تعيد النظر في الخطة، فتعمل على تأجيلها أو تجميدها في الوقت الراهن. آخر سطر: تعض اليد التي ترفعها لأعلى .. وكأنها لا تعلم أن أول نتيجة للألم إسقاطها (!)